عن أبي هريرة t عن النبي r قال: "نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ".
تخريج الحديث:
· أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" في الأيمان والنذور، في أول باب منه (8/128/ح6624) وفي الديات، باب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان (9/7/ح6887)، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:
سَیَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ یُرِیدُونَ أَن یُبَدِّلُوا۟ كَلَـٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَ ٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَیَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُوا۟ لَا یَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا
سورة: الفتح،اية 15 (9/143/ح7495)، واللفظ له.
وأخرجه في "صحيحه" أيضاً بلفظ فيه زيادة في آخره، في الجمعة، باب فرض الجمعة،(2/2/ح876)، وباب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان وغيرهم؟،(2/5/ح896)، وفي أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار (4/177/ح3486).
· والإمام مسلم في "صحيحه" في الجمعة،(2/586/ح855)، باللفظ الكامل.
قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، أخبرنا بَهْز بن حَكِيْم، عن أبيه، عن جده t قال: سمعت رسول rيقول: "إِنَّكُمْ وَفَيْتُمْ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ آخِرُهَا، وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ".
تخريج الحديث:
· أحمد في "مسنده"(33/245/ح20049) عن يحيى بن سعيد.
· وأحمد أيضاً في "مسنده"(33/245/ح 20047)، وعبد بن حُميد كما في "منتخب عبد بن حميد"(1/155/ح409) كلاهما( الإمام أحمد، وعبد بن حُميد) عن يزيد بن هارون.
· وعبدا لرزاق في "تفسيره"(1/269/ح48)، و(1/410/ح446) عن معمر ومن طريق عبد الرزاق، أخرجه الترمذي في "سننه" في أبواب التفسير، باب ومن سورة آل عمران (5/76/ح3001)، وقال: حديث حسن، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" في معرفة الصحابةy،باب ذكر فضائل هذه الأمة على سائر الأمم،(4/94/ح6987)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
· وابن ماجه في "سننه" في الزهد، باب صفة أمة محمدr،(2/1433/ح4287) من طريق ابن شَوْذَب، و(2/1433/ح4288) من طريق إسماعيل بن عُلَيَّة.
· والدارمي في "سننه" في الرقاق، باب في قول النبيr"أنتم آخر الأمم" (3/816/ح2802) عن النَضْر بن شُمَيل.
· وعبد الله بن المبارك في "الزهد والرقائق"(2/114).
· والروياني في "مسنده" (2/114/ح921) من طريق هَوْذَة بن خليفة و(2/115/ ح624) من طريق يزبد بن زُريْع.
· والطبراني في "المعجم الكبير"(19/422/ح21023) من طريق عَدي بن الفضل، و(19/233/ح1024) من طريق أبي أسامة، و(19/419/ح1012) من طريق سفيان الثوري.
· وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(566/ح614) من طريق حماد بن زيد.
جميعهم (يزيد بن هارون، ومعمر بن راشد، ويحيى بن سعيد، وابن شَوْذَب، وإسماعيل بن عُلَيَّة، عبد الله بن المبارك، هَوْذَة بن خليفة، يزيد بن زُرَيْع، عَدي بن الفضل وأبو أسامة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد) عن بَهْز بن حكيم، به، جميعهم بمثله، مع زيادة في أوله عند بعضهم، وبعضهم في آخره.
· وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في "مسنده"(33/219/ح20015) عن عَفَّان و(33/288/ح20025) عن حسن بن موسى، ومن هذا الطريق أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(156/ح411) كلاهما( عَفَّان، وحسن بن موسى) عن حماد بن سلمة مع زيادة في آخره في رواية حسن بن موسى.
· والروياني في "مسنده"(2/120/ح937) عن أبي سلمة.
· وابن حبان في "صحيحه" باب وصف الجنة وأهلها (16/401/ح7388) من طريق خالد بن عبد الله.
· والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" في معرفة الصحابة y، باب ذكر فضائل هذه الأمة على سائر الأمم،(4/94/ح6988) من طريق يزيد بن هارون.
· والطبراني في "المعجم الكبير"(19/424/ح1030) من طريق الحجاج بن المنهال.
· والبيهقي في "البعث والنشور"(169/ح239) من طريق علي بن عاصم.
ستتهم (عَفَّان، وحسن بن موسى، أبو سلمة، خالد بن عبد الله، ويزيد بن هارون الحجاج بن المنهال، وعلي بن عاصم) عن الجُرَيْري، به، بمثلة مع زيادة في آخره في وراية كلاً من(حسن بن موسى عن حماد بن سلمة، وأبي سلمة)، ورواية كلاً من (خالد بن عبد الله، وعلي بن عاصم) مختصرة من غير ذكر الشاهد وهو "آخرها".
· أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير"(19/426/ح1036) من طريق أبي قَزَعة عن حكيم، به، بمثله.
دراسة الإسناد:
1. يحيى: هو ابن سعيد بن فَرَّوخ([1]) القطان([2]) أبو سعيد البصري.
روى عن: بَهْز بن حَكيم، وسفيان الثوري، وشُعبة بن الحجاج، وغيرهم، وعنه: الإمام أحمد، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وخلق.
متفق على إمامته.
قال في "الكاشف": "كان رأساً في العلم والعمل"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة متقن حافظ إمام قدوة".
توفي سنة:198ه، وروى له الجماعة([3]).
2. بَهْز بن حَكِيْم: هو ابن معاوية بن حيدة القُشَيْري، أبو عبد الملك البَصْري.
روى عن: والده حَكِيم بن معاوية، زُرَارَة بن أَوْفَى، وهِشَام بن عُروة، وعنه: يزيد بن هارون، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وسفيان الثوري، وغيرهم.
قال أبو داود: "حُجْة"، ووثقه من الأئمة يحيى بن معين، وعلي بن المديني والنسائي، والحاكم، وقال الدار قطني: "لا بأس به"، قال ابن عدي: "وأرجو إنه لا بأس به"، واحتج به أحمد بن حنبل، وإسحاق بن رَاهَوْيَة، وقال أبو زرعة: "صالح، ولكنه ليس بالمشهور"، وقال أبو حاتم: "هو شيخ، يكتب حديثه، ولا يحتج به"، وقال ابن حبان: "كان يخطئ كثيراً ... وهو ممن أستخير الله U فيه"، وتكلم فيه شعبة ولم يَرْو عنه سوى حديث واحد كما قال ابن معين.
قال في "الكاشف": "وثقه جماعة"، وقال في "تقريب التهذيب": "صدوق".
والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق عامة الأئمة له، قال الترمذي: "وقد تكلم شعبة في بَهْز وهو ثقة عند أهل الحديث"، أما من تكلم فيه فعامتهم من المتشددين، غير أبي زرعة وخالفه جملة من الأئمة.
توفي سنة: بضع وأربعين مئة، وروى له البخاري تعليقاً، وأهل السنن([4]).
3. أبوه: هو حَكِيم بن معاوية بن حَيْدَة القُشَيْري.
روى عن: والده، وعنه: ابنه بَهْز بن حَكِيم ، وسعيد بن إياس، وابنه سعيد بن حكيم، وغيرهم.
عده بعضهم من الصحابة، قال العلائي([5]): "ذكره الصَغَاني فيمن هو مختلف في صحبته، وهو وهم؛ لأنه تابعي بلا شك، وذكر ابن عبد البر، أن بن أبي خيثمة ذكر في الصحابة حكيماً أبا معاوية.."، وأنكر ذلك ابن عبد البر أيضاً.
وثقه من الأئمة العجلي، وابن كثير، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وسئل يحيى بن معين عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال: "إسناد صحيح"، وقد أورد له ابن عبد البر حديثاً، وقال بعده: "هذا حديث صحيح الإسناد ثابت معروف".
قال في "تقريب التهذيب": "صدوق".
والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق العجلي، وابن كثير له، وتصحيح الإمام يحيى بن معين وغيره لنسخة بَهْز بن حَكِيم عن أبيه عن جده، وهذا، يدل على علو منزلته من الصدوق إلى الثقة، أما قول النسائي: "ليس به بأس"، فقد تعقب مغلطاي([6])، المزي على وضع هذا الحكم في ترجمة حَكِيم بن معاوية بن حَيْدة، فقال: "قول المزي: قال النسائي: ليس به بأس. يحتاج إلى نظر؛ لأن النسائي في كتاب "التمييز"([7])، لم ينسبه لما ذكره كذا ألفيته في عدة نسخ لنا، قال: حكيم بن معاوية ليس به بأس، فلو ادعى مدع أنه قاله في غير ابن حَيْدَة هذا - لأن المسمين بذلك جماعة - لما نهض خصمه بدليل" وذكر الخطيب في "المتفق والمفترق"، ثلاثة من الرواة كلهم، حَكيم بن معاوية أولهم: حَكيم بن معاوية صحابي جليلt، وثانيهم: حَكيم بن معاوية البصري وثالثهم: حَكيم بن معاوية بن حَيْدَة، والذي يظهر والله أعلم، أن مراد النسائي بقوله هو الثالث لأن الأول صحابي، فلا يعقل أنه المراد؛ لأن الصحابة y، جميعهم عدول فبقي الثاني والثالث، أما الثاني فليس المراد؛ للأسباب التالية:
السبب الأول: أن حَكيم بن معاوية بن حَيْدَة، روى عنه في سننه، ولم يرو عن حَكيم بن معاوية البصري.
السبب الثاني: أن البصري لم يوثقه أحد، ولم يذكره المتقدمون، كالبخاري، وابن أبي خيثمة، وابن أبي حاتم، وغيرهم، وذكره المزي؛ من باب التمييز، وقال عنه الحافظ ابن حجر: "مستور"، وقال في "تهذيب التهذيب": "لا أعرفه"، فكون من ترجم له من المتأخرين، لم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، يدل على أن مراد النسائي الثالث وهو ابن حَيدة وليس غيره. والله أعلم([8])، وروى له البخاري تعليقاً، وأهل السنن([9]).
4. جده: هو معاوية بن حَيْدة بن معاوية t، وفد على النبي t فأسلم، وصحبه وسأله عن أشياء، وروى عنه أحاديث، وهو جد بَهْز بن حَكِيم وروى له البخاري تعليقاً، وأهل السنن([10]). روى عنه: ابنه حَكِيم بن معاوية، وحميد المزني، وعروة بن رُوَيْم([11]).
الحكم على الحديث:
هذا الحديث بهذا الإسناد صحيح. والله أعلم.
قال الإمام الطبراني: حدثنا موسى بن هارون، ثنا مروان بن جعفر السَمُري، ثنا محمد بن إبراهيم بن خُبَيْب بن سليمان بن سمرة، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، عن خُبَيْب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سَمُرَة بن جُنْدب t أن رسول الله r قال: "مِنَ الْأُمَمِ أُمَّةٌ ضُرِبَ لَهُمْ مَثَلٌ كَمَثَلِ أُجَرَاءَ ائْتَجَرَهُمْ رَجُلٌ, يَعْمَلُونَ لَهُ يَوْمًا كُلَّهُ وَجَعَلَ لَهُمْ قِيرَاطًا، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ سَئِمُوا، فَقَالُوا لِلرَّجُلِ: حَاسِبْنَا فَحَاسَبَهُمْ، فَكَانَ لَهُمْ نِصْفُ قِيرَاطٍ، فَقَالَ: مَنْ يَكْتَلْ لِي عَمَلِي إِلَى اللَّيْلِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، فَبَايَعَهُ قَوْمٌ آخَرُونَ، فَعَمِلُوا , حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيباً مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ سَئِمُوا، فَقَالُوا: حَاسِبْنَا, فَحَاسَبَهُمْ، فَكَانَ لَهُمْ نِصْفُ قِيرَاطٍ، وَأَحَبَّ الرَّجُلُ أَنْ يُقْضَى لَهُ عَمَلُهُ قَبْلَ اللَّيْلِ، فَائْتَجَرَ قَوْمًا عَلَى أَنْ يُكْمِلُوا مَا غَبَرَ مِنْ عَمَلِهِ إِلَى اللَّيْلِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ", فَقَالَ لَنَا r: "إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ شَاءَ اللهُ, أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ أَصْحَابَ الْقِيرَاطَيْنِ".
تخريج الحديث:
· أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/259/ح7054).
دراسة الإسناد:
1. موسى بن هارون: ابن عبد الله بن مَرْوان أبو عِمْران.
روى عن: مروان بن جعفر، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، غيرهم، وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ الأصبهاني، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
الأئمة على توثيقه وجلالة قدره ومعرفته بالرجال.
قال في "تقريب التهذيب": "ثقة حافظ كبير".
توفي سنة: 294ه، وقيل غير ذلك([12]).
2. مروان بن جعفر السَمُري([13]): ابن سعد بن سَمُرَة بن جُنْدُب t.
روى عن: محمد بن إبراهيم بن خُبَيْب، وعَثَّام بن علي، وداود بن الـمُحَبَّر، وغيرهم وعنه: موسى بن هارون، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم.
قال أبو حاتم: "صدوق صالح الحديث".
والراجح أنه صدوق؛ وذلك لان صدوق عند أبي حاتم تعادل ثقة عند غيره، ولكن أضاف إليها "صالح الحديث" مما يدل أن حاله أنزل من الثقة. والله أعلم.
توفي سنة 232ه([14]).
3. محمد بن إبراهيم بن خُبَيْب بن سليمان بن سَمُرَة t: أبو عبد الرحمن.
روى عن: جعفر بن سعد بن سَمُرَة، وعنه: مروان بن جعفر.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد"، وذكره ابن قُطْلُوبَغَا في "الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة"، وترجم له البخاري، وابن أبي حاتم وسكتا عنه.
والراجح أنه ضعيف؛ لأنني لم أجد من عدله، أما ذكر أبن حبان له في "الثقات" فهو كما جرد عليه عادته من توثيق المجاهيل، مع هذا أضاف عليه عِلَّة أخرى، وهي أنه لا يحتمل تفرده مما يدل على أنه يقبل حديثه إذا توبع، وهذا وصف من كان حديثه بمنزلة الحسن لغيره. والله أعلم([15]).
4. جعفر بن سعد بن سَمُرةt : هو ابن جُنْدُب.
روى عن: أبيه، وعمه خُبَيْب بن سليمان، وعنه: محمد بن إبراهيم بن خُبَيْب وسليمان بن موسى، و ويوسف بن خالد.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وسكتا عنه، وجَهَّله ابن حزم([16])، وقال ابن القطان: "فأما حديث سمرة فبإسناد مجهول البتة، فيه جعفر بن سعد بن سَمُرة، وخُبيب بن سليمان بن سمرة وأبوه سليمان بن سمرة. وما من هؤلاء من تعرف له حال"، وقال ابن عبد البر: "ليس بالقوي".
وقال في "تقريب التهذيب": "ليس بالقوي".
وعليه فهو مجهول؛ لعدم وجود من عدله.
وروى له أبو داود([17]).
5. خُبَيْب بن سليمان بن سمرة t: ابن جُنْدُب، أبو سليمان الكوفي.
روى عن: أبيه، وعنه: جعفر بن سعد بن سمرة t.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وجهله ابن حزم، وابن القطان، والذهبي، وقال عبد الحق الإشبيلي([18]): "ليس بمشهور".
قال في "تقريب التهذيب": "مجهول"، وقال في "الكاشف": "وثق".
والذي يظهر أنه مجهول؛ لأن عامة أهل العلم على تجهيله، أما ابن حبان فمن عادته توثيق المجاهيل رحمه الله. وروى له أبو داود([19]).
6. أبوه: هو سليمان بن سمُرة بن جُنْدبt.
روى عنه: والده سمُرة t، روى عنه: ابنه خُبَيب بن سليمان، وعلي بن ربيعة.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وجَهَّله ابن القطان.
قال في "الكاشف": "وثق"، وقال في "تقريب التهذيب": "مقبول".
والذي يظهر أنه مجهول؛ لعدم وجود من عدله، أما ذكر ابن حبان له في كتاب "الثقات"، فهو ممن يوثق هذا الجنس من الرواة. والله أعلم، وروى له أبو داود([20]).
الحكم على الحديث:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ للعلل التالية:
أولاً: محمد بن إبراهيم، ضعيف.
ثانياً: جعفر بن سعد، مجهول.
ثالثاً: خُبَيْب بن سليمان، مجهول.
رابعاً: سليمان بن سمُرة، مجهول.
ولكن معنى الحديث الدال على أن أمة محمد r هي آخر الأمم، يشهد له الأحاديث السابقة. والله أعلم.
معاني المفردات:
تُوْفُون: وفَىَّ، أي: تم وكمل([21]).
قِيراط: وحدة وزن ونقد في اليونان القديمة، تساوي 200 ملليجرام([22]).
سَئِموا:سئم، أي ملَّ، وضجر([23]).
مجموع الأحاديث فيها دلالة على أن أمة محمد هي آخر الأمم، مما يدل على أن الأمم ختمت بهم، وعليه فنبيهم هو خاتم الأنبياء، فجمع الله لهم فضيلتين، الأولى: نبيهم rخاتم النبيين، والثانية: كونهم خاتمة الأمم.
قال قال المباركفوري: "(إنكم تُتِمون) ([24])بضم فكسر فتشديد من الإتمام أي تكملون (سبعين أمة) أي يتم العدد بكم سبعين ويحتمل أنه للتكثير قاله المناوي فقال الطيبي المراد بسبعين التكثير لا التحديد ليناسب إضافة الخير إلى المفرد النكرة لأنه لاستغراق الأمم الفائتة للحصر باعتبار أفرادها أي إذا نقصت أمة من الأمم كنتم خيرها وتتمون علة للخيرية لأن المراد به الختم فكما أن نبيكم خاتم الأنبياء أنتم خاتم الأمم"([25])، وقال ابن بَطَّال([26]): "قوله: (نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ)، يريدuآخر الأنبياء والرسل، وهو خاتم النبيين لا نبى بعده"([27])، وقال ابن الـمُلَقِن ([28]): "(نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ)... ومعناه نحن آخر الأنبياء"([29]).
فوائد من الأحاديث:
1. في الأحاديث من الفوائد، أن أمة محمد r هي خير الأمم، كمال قال الله تعالى
كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَـٰبِ لَكَانَ خَیۡرࣰا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ
. سورة أل عمران. اية 110
وهذه الخيرية عامة لجميع الأمة كل قرن بحسبه، خلافاً لما نقل عن ابن عباسt حيث خصها بمن هاجر مع رسول اللهr من مكة للمدينة([30])، وخيرهم القرون المفضلة وقد ساق الحافظ ابن كثير([31]) في "تفسيره" جملة من الأحاديث في فضل النبيr، وأمته وما أعطاهم الله من المزايا([32])، قال العلامة ابن القيم: "وهم أصح الأمم عقولاً وفطراً وأعظمهم علماً، وأقربهم في كل شيء إلى الحق لأنهم خيرة الله من الأمم كما أن رسولهم خيرته من الرسل، والعلم الذي وهبهم إياه والحلم والحكمة أمر لا يدانيهم فيه غيرهم وقد روى الإمام أحمد في "مسنده": من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده t قال: قال رسول الله r: "أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله، فظهر أثر كرامتها على الله سبحانه في علومهم وعقولهم وأحلامهم وفطرهم، وهم الذين عرضت عليهم علوم الأمم قبلهم وعقولهم وأعمالهم ودرجاتهم، فازدادوا بذلك علماً وحلماً وعقولاً إلى ما أفاض الله سبحانه وتعالى عليهم من علمه وحلمه"([33]).
2. المراد بالسبعين أمة، التكثير لا التحديد، كما ذكر ذلك الحافظ السيوطي وغيره([34]). والله أعلم.
([1]) بفتح الحاء، وشدة على الراء. ينظر: "المغني في ضبط أسماء الرجال" ص(196).
([2]) القَطَّان: بفتح القاف وتشديد الطاء، هذه النسبة إلى بيع القطن. ينظر: "الأنساب"(10/449).
([3]) ينظر: "التاريخ الكبير"(8/276)، "الجرح والتعديل"(9/150)، "تهذيب الكمال"(31/329)، "الكاشف" (2/366)، "تهذيب التهذيب"(11/216)، "تقريب التهذيب" ص(591).
([4]) ينظر: "التاريخ الكبير"(2/142)، "الجرح والتعديل"(2/430)، "المجروحين"(1/194)، "الكامل في ضعفاء الرجال"(2/252)، "تاريخ أسماء الثقات" ص(49)، "المتفق والمفترق"(2/825)، "تهذيب الكمال" (4/259)، "الكاشف"(1/276)، "من تكلم فيه وهو موثوق" ص (134)، "ميزان الاعتدال"(1/353)، "إكمال تهذيب الكمال"(3/37)، "تهذيب التهذيب"(1/498)، "تقريب التهذيب" ص(128).
([5]) العَلائي: هو الإمام الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي، من تلاميذ الحافظين المزي، والذهبي، ارتحل في طلب العلم، وله تصانيف من أشهرها "جامع التحصيل"، استقر أمره في القدس ومات فيها، سنة:761ه. ينظر: "الوفيات"(2/226)، "لحظ الألحاظ" ص(153).
([6]) مُغْلطاي: هو الإمام الحافظ علاء الدّين مُغْلطاي بن قليج بن عبد الله الحكري الحنفي صاحب التصانيف من أشهرها، "ذيل المؤتلف والمختلف"، توفي سنة:763ه. ينظر: "شذرات الذهب"(8/337).
([7]) كتاب "التمييز" للنسائي، من الكتب المفقودة، وقد جمع الدكتور عبد القادر المحمدي، الأقوال المبثوثة لكتاب أسماء الرواة والتمييز بينهم للإمام النسائي، فبلغ عدد الرواة مئة وخمسة، وهو من مطبوعات دار ابن الجوزي.
([8]) ينظر: "تهذيب الكمال"(7/204)، "إكمال تهذيب الكمال"(4/125)، "تهذيب التهذيب"(2/451) "تقريب التهذيب" ص(177)، "أقوال الإمام النسائي في كتاب أسماء الرواة والتمييز بينهم" ص(340).
([9]) ينظر: "التاريخ الكبير"(3/12)، "معرفة الثقات"(1/317)، "الجرح والتعديل"(3/207)، "الثقات" (4/161)، "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"(1/364)، "تهذيب الكمال"(7/202)، "الكاشف" (1/348)، "جامع التحصيل" ص(167)، "إكمال تهذيب الكمال"(4/124)، "تهذيب التهذيب" (2/451)، "تقريب التهذيب" ص(177).
([10]) ينظر: " الطبقات الكبرى"(7/35)،" التاريخ الكبير"(7/329)،" معجم الصحابة" لأبن قانع (3/70) " معرفة الصحابة" لأبي نعيم (5/2503)،" الاستيعاب في معرفة الأصحاب"(3/1415)،" أسد الغابة" (4/432)،" الإصابة في تمييز الصحابة"(6/118).
([11]) بضم الراء، وفتح الواو، وسكون الياء. ينظر: " المغني في ضبط أسماء الرجال" ص(114).
([12]) ينظر: "تاريخ بغداد"(15/48)، "تاريخ الإسلام"(6/1059)، "تذكرة الحفاظ"(2/176)، "المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد"(3/11)، "تقريب التهذيب" ص(554)، "طبقات الحفاظ" ص(296) "معجم المؤلفين"(13/49)، "إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني" ص(659)، "معجم شيوخ الطبري" ص(636)، "موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني"(2/673).
([13]) السَمُري: بفتح السين المهملة وضم الميم المخففة، نسبة إلى سَمُرة بن جُنْدبt. ينظر: "الأنساب"(7/219).
([14]) ينظر: "الطبقات الكبرى"(6/417)، "الجرح والتعديل"(8/276)، "المغني في الضعفاء"(2/651)، "تاريخ الإسلام "(5/940)، "ميزان الاعتدال"(4/89).
([15]) ينظر: "التاريخ الكبير"(1/26)، "الجرح والتعديل"(7/186)، "الثقات"(9/58)، "لسان الميزان" (6/477) "الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة"(8/101)، "تراجم رجال الدارقطني في سننه الذين لم يترجم لهم في التقريب ولا في رجال الحاكم" ص(357).
([16]) ابن حَزْم: هو الإمام الحافظ، علي بن أحمد بن سعيد بن حَزْم الظاهري، أبو محمد، عالم الأندلس في عصره وأحد الأئمة الإسلام، صاحب كتاب "المحلّى"، وغيرها من التصانيف. ينظر: "شذرات الذهب"(1/37).
([17]) ينظر: "التاريخ الكبير"(2/192)، "الجرح والتعديل"(2/480)، "الثقات"(6/137)، "تهذيب الكمال" (5/41)، "بيان الوهم والإيهام"(5/138)، "الكاشف"(1/294)، "المغني في الضعفاء"(1/133) "إكمال تهذيب الكمال"(3/218) "تهذيب التهذيب"(2/93)، "تقريب التهذيب" ص(140) "مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار"(1/149).
([18]) عبد الحق الأَشبيلي: هو الإمام الحافظ المحدث، عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد الأشبيلي، صاحب كتاب "الجمع بين الصحيحين"، توفي: 581ه. ينظر: "طبقات الحفاظ" ص(481).
([19]) ينظر: "التاريخ الكبير"(3/208)، "الجرح والتعديل"(3/387)، "الثقات"(6/274)، "المؤتلف والمختلف" (2/632)، "الأحكام الكبرى"(2/286)، "تهذيب الكمال"(8/222)، "بيان الوهم والإيهام"(5/138)، "الكاشف"(1/371)، "ميزان الاعتدال"(1/649)، "إكمال تهذيب الكمال"(4/172)، "تهذيب التهذيب"(3/135)، "تقريب التهذيب" ص(192).
([20]) ينظر: "التاريخ الكبير"(4/17)، "الجرح والتعديل"(4/118)، "الثقات"(4/314)، "تهذيب الكمال" (11/448)، "الكاشف"(1/460)، "إكمال تهذيب الكمال"(6/67)، "تهذيب التهذيب"(4/198) "مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار"(1/440)، "تقريب التهذيب" ص(252).
([21]) ينظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر"(5/211).
([22]) ينظر: "تكملة المعاجم العربية"(8/232)، "معجم اللغة العربية المعاصرة"(3/1800).
([23]) ينظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر"(2/428)، "مختار الصحاح" ص(140)، "لسان العرب" (12/280).
([24]) هذا اللفظ، للترمذي في "سننه" (5/76/ح3001)، كما هو موجود في تخريج الحديث الثاني في هذا المبحث.
([25]) ينظر: "تحفة الأحوذي"(8/281).
([26]) ابن بَطَّال: هو، الإمام الحافظ، أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك ، صاحب كتاب "شرح البخاري" توفي سنة:449هـ. ينظر: "سير أعلام النبلاء"(18/47).
([27]) ينظر: "شرح صحيح البخاري"(2/475).
([28]) ابن الـمُلَقِن: هو، الإمام الحافظ العلامة المحدث، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، صاحب التصانيف، منها، "التوضيح لشرح الجامع الصحيح"، توفي سنة: 804هـ. ينظر: "طبقات الحفاظ" ص(542).
([29]) ينظر: "التوضيح لشرح الجامع الصحيح"(19/659).
([30]) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (5/344/ح3321)، بإسناد حسن.
([31]) ابن كثير: هو الإمام الحافظ العلامة، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، صاحب التصانيف المفيدة، من أشهرها "تفسير القرآن العظيم"، توفي سنة: 774ه. ينظر: "ذيل طبقات الحفاظ" ص(238).
([32]) ينظر: "تفسير القرآن العظيم"(2/95-104).
([33]) ينظر: "زاد المعاد"(4/380).
([34]) ينظر: "شرح سنن ابن ماجه" ص(317).
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .