انقطاع الوحي، وبقاء المبشرات - الجزء الأول

04/04/2021
746

الأكثر شهرة

بيان الأزهر الشريف في القاديانية

بيان الأزهر الشريف في القاديانية

.

29/05/2021
1936
قصة توبة مولانا حسين أختر

قصة توبة مولانا حسين أختر

.

29/05/2021
1546
"القاديانية" تروج لنفسها في الأردن

"القاديانية" تروج لنفسها في الأردن

.

31/05/2021
1542
إعلان النجاة من الاحمدية

إعلان النجاة من الاحمدية

.

29/05/2021
1490
إسم المؤلف : د. سعد العضيلة

الحديث الخامس عشر:

عن أبي هريرة t قال: سمعت رسول الله r يقول: "لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا المُبَشِّرَاتُ" قَالُوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ".

تخريج الحديث:

·    أخرجه البخاري في "صحيحه"، في التعبير، باب المبشرات (9/31/ ح6990).

الحديث السادس عشر:

عن ابن عباس t قال: كشف رسول الله r الستارة والناس صفوف خلف أبي بكرt، فقال: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ  يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعاً أَوْ سَاجِداً، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ".

تخريج الحديث:

·    أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب الصلاة، (1/348/ح 479).

الحديث السابع عشر:

قال الإمام مالك: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن زُفَر بن صَعْصَعَة  عن أبيه عن أبي هريرة t، أن رسول الله r كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول: "هَلْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ رُؤْيَا؟ وَيَقُولُ: إنه لَيْسَ يَبْقَى بَعْدِي مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ".

تخريج الحديث:

الحديث مداره على الإمام مالك، واختلف عنه على وجهين:

·     الوجه الأول: مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن زُفَر بن صَعْصَعَة عن أبيه عن أبي هريرةt.

·     الوجه الثاني: مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن زُفَر بن صَعْصَعَة  عن أبي هريرةt.

v    رواة الوجه الأول:

1)  رَوْح([1]): هو ابن عُبَادة بن العَلاء بن حَسَّان القَيْسِي([2])، أبو محمد البَصْري.

روى عن: سعيد بن أبي عَرُوْبَة، وعبد الوهاب بن عطاء، وسفيان الثوري، وغيرهم وعنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويعقوب بن شَيبة، وغيرهم.

وثقه من الأئمة ابن سعد، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ويعقوب بن شيبة والعجلي، وأحمد بن صالح، أبو بكر ابن البَزَّار، والخطيب البغدادي، والخليلي، وقال الإمام يحيى بن معين مرة: "ليس به بأس صدوق"، وقال الإمام أحمد: "م يكن به بأس" وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: "صالح محله الصدق"، وقال ابن شاهين: "صدوق صالح"، وطعن فيه عبد الرحمن بن مهدي ثم استغفر الله، وطلب منه السماح وقال النسائي: "ليس بالقوي".

قال في "الكاشف": "الحافظ"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة فاضل".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق عامة الأئمة له، أما ما ذُكِر أن يحيى بن سعيد القطان طعن فيه فقد أنكره يحيى بن معين، قال ابن عون قلت ليحيى: "زعموا أن يحيى القطان كان يتكلم فيه"، فقال: "باطل، ما تكلم يحيى القطان فيه بشيء، هو صدوق".

وأما كلام عبدالرحمن بن مهدي فيه؛ فقد كان بسبب أحاديث رواها رَوْح بن عُبَادة، اعتقد ابن مهدي أنه وهم فيها، وراجعه علي بن المديني فقال: "أستغفر الله" فقام وتوضأ- لأنه كان يرى أن الغيبة تنقض الوضوء-، وقال أيضاً: "استحله لي"، وقال أبو مسعود أحمد بن الفُرَات: "طعن على رَوْح بن عُبَادة اثنا عشر أو ثلاثة عشر فلم ينفذ قولهم فيه" وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" بعد أن ساق كلام أبي مسعود السابق: "احتج به الأئمة كلهم"، أما قول النسائي: "ليس بالقوي"، فهو من المتشددين، ونقل الحافظ الذهبي في "المغني في الضعفاء" عن الكِتَّاني عن أبي حاتم أنه قال: "يكتب حديثه ولا يحتج به"، ولم أجد كلام أبي حاتم، والذي وجدته في "الجرح والتعديل" قوله: "صالح محله الصدق"، كما تقدم، هذا حتى لو كان صحيحاً فهو من المتشددين رحمه الله، والله أعلم.

توفي سنة: 205، وقيل 207ه، وروى له الجماعة([3]).

2)      أبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر، أبو المنذر الواسِطِي([4]).

روى عن: مالك بن أنس، حماد بن زيد، وسفيان الثوري، وغيرهم، وعنه: أحمد بن حنبل،  وأحمد بن منصور، ومحمد بن سعد كاتب الوَاقِدي([5])، وغيرهم.

وثقه من الأئمة علي بن المديني، والخطيب البغدادي، وقال يحيى بن معين: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "صدوق"، وأثنى عليه الإمام أحمد، وأوصى أحمد بن منصور بالسماع منه.

قال في "تقريب التهذيب": " ثقة".

والراجح من حاله أنه ثقة؛ لتوثيق الإمام علي بن المديني له، وليس به بأس من ابن معين، توثيق، كما قال ذلك الحافظ ابن حجر في" هدي الساري"([6])، وصدوق عند أبي حاتم، كمنزلة ثقة عند غير. والله أعلم.

توفي بعد المئتين، وروى له مسلم، وأبو داود، والنسائي([7]).

·     وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/64/ح8313) به، بلفظه.

3)  عبد الله بن مسلمة: هو ابن قَعْنَب، القَعْنَبي([8]) الحارِثي([9])، أبو عبد الرحمن المدني.

روى عن: مالك بن أنس، وعيسى بن يونس، والفُضَيل بن عياض، وغيرهم، وعنه: أبوداود، والبخاري، والإمام مسلم، وغيرهم.

الأئمة على توثيقه، قال  يحيى بن معين: "ما رأيت رجلاً يحدث لله، إلا وكيعاً والقعنبي"، وقال أبو زرعة: "ما كتبت عن أحد أجل في عيني منه".

قال في "تقريب التهذيب": "ثقة عابد".

توفي سنة: 220، وقيل 221ه، وروى له الجماعة سوى ابن ماحه([10]).

·    أخرجه الإمام أبوداود في "سننه" في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا     (4/304/ ح5017)، به بلفظه.

4)  أحمد بن أبي بكر: واسم أبي بكر هو: القاسم بن الحارث بن زُرَارَة بن مصعب ابن عبد الرحمن بن عوف، أبو مصعب الزُهْرِي([11]).

روى عن: مالك بن أنس، ويحيى بن عِمْران، ويوسف بن يعقوب بن أبي سَلَمَة وغيرهم، وعنه: الشيخان، وأبو داود، وغيرهم.

وثقه من الأئمة الدارقطني، وقدمه في الموطأ ضمن أربعة ذكرهم، وأبو الوليد الباجي  والخليلي، وأبو طاهر المدني، والذهبي وزاد"حجة"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وزاد "متقناً عالماً"، وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: "صدوق"، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: "خرجت في سنة تسع عشرة ومائتين إلى مكة فقلت لأبي عن من أكتب فقال لا تكتب عن أبي مصعب واكتب عن من شئت".

قال في "تقريب التهذيب": "صدوق".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق أكثر الأئمة له.

 أما نهي أبي خيثمة لابنه الكتابة عنه، فقد عُرِف سببه، وهو قوله بالرأي، فنهى ابنه عنه حتى لا يتأثر به، وليس من باب التضعيف، قال أبو الوليد الباجي([12]): "ومعنى ذلك أن أبا مصعب كان ممن يميل إلى الرأي ويروي مسائل الفقه وأهل الحديث يكرهون ذلك فإنما نهى زهير ابنه عن أن يكتب عن أبي مصعب الرأي والله أعلم وإلا فهو ثقة لا نعلم أحداً ذكره إلا بخير"، وقد أشار إلى هذا السبب أيضاً الحافظ ابن حجر، واستنكر الحافظ الذهبي ذلك حيث قال: "ما أدرى ما معنى قول أبي خيثمة لابنه أحمد: لا تكتب عن أبي مصعب واكتب عمن شئت". والله أعلم.

توفي سنة: 242ه، وروى له الجماعة([13]).

·  أخرجه ابن حبان في "صحيحه" في الرؤيا، باب ذكر البيان بأن المبشرات التي تقدم ذكرنا لها هي الرؤيا الصالحة، (13/412/ح6048) به، بلفظه.

5) إسحاق بن سليمان: هو الرَازِي([14])، أبو يحيى العَبْدي([15]).

روى عن: مالك بن أنس، والجراح بن الضحاك، وحريز بن عثمان، وغيرهم، وعنه: الإمام أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي رجاء، ويحيى بن معين، وغيرهم.

وثقه من الأئمة ابن سعد، والعجلي، ومحمد بن سعيد الاصبهاني، وابن نمير والنسائي، والحاكم، والخليلي، والخطيب البغدادي، وغيرهم، وقال أبو حاتم: "صدوق لا بأس به".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق عامة أهل العلم له، وأبو حاتم من المتشددين. والله أعلم.

توفي سنة: 199، وقيل 200ه، وروى له الجماعة([16]).

·  أخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين"، في تعبير الرؤيا          (4/432/ ح8176) به، بلفظه، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

6)  ابن وَهْب: هو عبد الله بن وَهْب بن مسلم القُرَشي، أبو محمد الفِهْري([17]).

روى عن: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم، وعنه: سليمان بن داود، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن يحيى، وغيرهم.

وثقه من الأئمة يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأثنا عليه الإمام أحمد وقال: "ما أصح حديثه وأثبته"، وقال ابن عدي: "من أجلة الناس، ومن ثقاتهم"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "حفظ على أهل الحجاز ومصر حديثهم"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث، صدوق".

قال في "الكاشف": "أحد الأعلام"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة حافظ عابد".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق الأئمة له، أما قول أبي حاتم فهو من متشدد -رحمه الله-  فقول المعتدلين من أمثال الإمام أحمد بن حنبل، وأبي زرعة مقدم على قوله.

 وقد استنكر الحافظ الذهبي على ابن عدي ذكره له في الكامل حيث قال: "تناكد ابن عدي بإيراده في الكامل"، وقد ذكر ابن سعد أنه يدلس، ولكن لا يضره ذلك فهو من المرتبة الأولى من مراتب التدليس كما وضعه الحافظ ابن حجر. والله أعلم.

توفي سنة: 197ه، وروى له الجماعة([18]).

·  أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"، في تعداد نعم الله U وما يجب شكره فصل في الرؤيا التي هي نعمة من نعم الله،(6/429/4440)، به بلفظه.

7) مصعب بن عبد الله الزُبَيْري([19]): هو ابن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العَوَّام القُرَشي الأَسْدي([20]).

روى عن: مالك بن أنس، وأبيه عبد الله بن مصعب، وعبد العزيز بن أبي حازم وغيرهم، وعنه: ابن ماجه، والإمام مسلم بن الحجاج خارج الصحيح، ويحيى بن معين وغيرهم.

وثقه من الأئمة ابن سعد، ويحيى بن معين، والدارقطني، والإمام مسلمة بن قاسم  وأبي بكر بن مِرْدَوْيَه، وقال الإمام أحمد: "مستثبت"([21])، وقال أبو زرعة الدمشقي: "لقيته بالعراق وكان جليلاً"، وذكره الحافظ الذهبي في: "المغني في الضعفاء".

قال في "الكاشف": "ثقة"، وقال في "تقريب التهذيب": "صدوق عالم".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق عامة الأئمة له، وعدم وجود من طعن فيه، أما ذكر الحافظ الذهبي له في" المغني في الضعفاء"، فلما حكي عنه من التوقف في القرآن([22])، مع أنني لم أجد من تكلم فيه بهذا السبب، وغاية ما فيه أنهم حكوا عنه هذا المذهب، ومن المعلوم أن هذا ليس بطعن، وإنما حكاية حال، ولو كان يعيب روايته لم يغفله من وثقه كيحيى بن معين، وغيره، ويدل على ذلك أيضاً، أن ابن عدي لم يذكره في كتابه" الكامل في ضعفاء الرجال". والله أعلم.

توفي سنة: 236ه، وروى له النسائي، وابن ماجه([23]).

·    أخرجها البغوي في "حديث مصعب الزبيري"(100/ح131)([24]).

v    رواة الوجه الثاني:

1) مَعْن([25]): هو ابن عيسى بن يحيى بن دينار القَزَّاز([26])،أبو يحيى الـمَدَني([27]).

روى عن: مالك بن أنس، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح وغيرهم، وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، ومحمد بن عبد الله بن نمير  وغيرهم.

وثقه الأئمة، كابن سعد، ويحيى بن معين، وأبي حاتم، وغيرهم.

قال في "الكاشف": "الإمام"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة ثبت".

فهو ثقة؛ لتوثيق الأئمة له، وعدم وجود من طعن فيه، والله أعلم.

توفي سنة: 198، وقيل 200ه، وروى له الجماعة([28]).

2) عبدالرحمن بن القاسم: هو ابن خالد بن جُنادة([29])، أبو عبد الله الـمِصْرِي.

روى عن: مالك بن أنس، و بَكر بن مُضَر، وسعد بن عبد الله، وغيرهم، وعنه: أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وأَصْبَغ بن الفرج، والحارث بن مسكين، وغيرهم.

اتفق الأئمة على توثيقه.

قال في "الكاشف": "فقيه مصر"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة".

توفي سنة: 191ه، وروى له البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي([30]).

·     وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"، في التعبير، باب الرؤيا (7/103/7574) به، بلفظه.

3) موسى بن أَعْيَن: هو موسى بن أعين الجَزَرِي([31])، أبو سعيد الحَرَّاني([32]).

روى عن: مالك بن أنس، وأَعْيَن الجَزَرِي، وأبي الأَشْهَب جعفر، وغيرهم، وعنه: أحمد بن أبي شعيب، وأحمد بن عبد الملك بن واقد، وإسماعيل بن رجاء، وغيرهم.

وثقه من الأئمة يحيى بن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والدارقطني، وأحسن الثناء عليه الإمام أحمد، وقال ابن سعد: "صدوق".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق جُل الأئمة له.

قال في "الكاشف": "ثقة"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة عابد".

توفي سنة:175، وقيل 177ه، ورى له الجماعة سوى الترمذي([33]).

·    ذكره الحافظ المزي في تهذيب الكمال، ولم أجد هذه الرواية، فيما وقفت عليه من مصادر([34]).

والراجح:

من خلال ما سبق يتضح أن الرواية الأولى هي المحفوظة؛ للأسباب التالية:

1) العدد: فرواة الوجه الأول أكثر عدداً.

2) أن هذا الوجه رجحه الإمام الدار قطني([35])، والحافظ المزي([36]).

دراسة بقية الإسناد:

1. إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: واسم جده، زيد بن سهل الأنصاري أبو يحيى النَجّاري([37])، المدني.

روى عن: أنس بن مالك t، وجعفر بن عياض، وزُفَر بن صَعْصَعَة، وغيرهم وعنه: مالك بن أنس، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.

وثقه الأئمة

قال في "الكاشف": "حجة"، وقال في "تقريب التهذيب: "ثقة حجة".

توفي سنة: 132ه وقيل 134ه، وروى له الجماعة([38]).

2. زُفَر بن صَعْصَعَة: هو ابن مالك.

روى عن: أبيه صَعْصَعَة بن مالك، وعنه: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.

وثقه الإمام النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: "له حديث وهو مضطرب".

قال في "الكاشف"، و"تقريب التهذيب": "ثقة".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق الإمام النسائي له. والله أعلم، وروى له أبو داود والنسائي([39]).

3. أبوه: هو صَعْصَعَة بن مالك.

روى عن: أبي هريرةt، وعنه: ابنه زُفَر بن صَعْصَعَة، وابن أخيه ضابئ بن يسار بن مالك.

وثقه الإمام النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره ابن قُطْلُوبَغَا في "الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة".

 قال في "الكاشف"، و"تقريب التهذيب": "ثقة".

والأقرب في حاله أنه ثقة؛ لتوثيق النسائي، ولا يوجد فيه مطعن. والله أعلم، وروى له أبوداود([40]).

الحكم على الحديث:

الحديث بهذا لإسناد صحيح. والله أعلم.

الحديث الثامن عشر:

قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن عبيد الله، عن أبيه، عن سِبَاع بن ثابت، عن أم كُرْز الكعبية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله r يقول: "ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ وَبَقِيَتِ الْمُبَشِّرَاتُ".

تخريج الحديث:

·    أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، (45/155/ح27141).

·  وابن ماجه في "سننه"، في تعبير الرؤيا، باب الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له،(2/1283/ح3896)، والدارمي في "سننه"، في الرؤيا، باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات،(2/1359/ح2184)، كلاهما (ابن ماجه، والدارمي) عن هارون بن عبدالله.

·    والحميدي في "مسنده" (1/341/ح351).

·  وابن حبان في "صحيحه"، في الرؤيا، ذكر بيان الرؤيا المبشرة تبقى في هذه الأمة عند انقطاع النبوة، (13/411/6047)، من طريق إسحاق بن إبراهيم.

·  والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، باب مشكل ما روي عن رسول الله r  في الرؤيا كم هي من جزء من الأجزاء التي هي النبوة؟،(5/419/ح2179)، من طريق يونس.

خمستهم(الإمام أحمد، وهارون بن عبد الله، والحميدي، وإسحاق بن إبراهيم ويونس)، عن سفيان عن عبيد الله عن أبيه عن سباع بن ثابت، عن أم كُرْز رضي الله عنها، جميعهم، به، بلفظه.

دراسة الإسناد:

1.      سفيان: هو ابن عُيَينة بن أبي عِمْران ميمون، أبو محمد الكوفي.

روى عن: عبيد الله بن أبي يزيد، وشعبة بن الحجاج، وصالح بن كَيْسان، وغيرهم وعنه: أحمد بن حنبل، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق بن هَمَّام، وغيرهم.

الأئمة على توثيقة وإمامته، وأحياناً يدلس عن الثقات، وذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين، وقال الشافعي: "لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز"، وقيل لابن المديني: هو إمام في الحديث؟ فقال: "هو إمام منذ أربعين سنة" وقال الحافظ الذهبي: "أجمعت الأمة على الاحتجاج به".

قال في "الكاشف": "ثقة ثبت حافظ إمام"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة وكان ربما دلس لكن عن الثقات".

آراء العلماء في الحكم على اختلاط سفيان بن عيينة – مع اتفاقهم على توثيقه-:

الرأي الأول: أنه اختلط في آخر عمره سنة: 197ه، وأول من قال به يحيى بن سعيد القطان، وتبعه مجموعة من العلماء.

الرأي الثاني: أنه حدث له تغير في آخر عمره، ولم يكن اختلاط، وهذا رأي الحافظ ابن حجر، والمعلمي، وغيرهما.

الرأي الثالث: أنه ثقة مطلقاً ولم يحدث له شيء من التغير فضلاً عن الاختلاط وهذا رأي الحافظ الذهبي في بعض كتبه كما في "ميزان الاعتدال"، وقد يكون هذا رأي الأئمة الذين وثقوه مطلقاً دون ذكر أنه اختلط، أو تغير.

والذي يترجح عندي والله أعلم، هو الرأي الثالث، أنه ثقة مطلقاً، وذلك للأسباب التالية:

السبب الأول: أن الأئمة الكبار، كعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأبي حاتم - على تشدده-، وغيرهم، وثقوه بإطلاق، ولو كان فيه شيء من التغير، أو الاختلاط، لنبهوا على ذلك، خصوصاً أنه إمام عظيم كان الناس يحرصون على الرواية عنه، فكونهم تركوا التنبيه على ذلك؛ يدل على أنه غير معتبر عندهم واحتمالية أن حكم يحيى بن سعيد القطان عليه بالاختلاط لم يصلهم!، ضعيف جداً مع اتفاق جُل الأئمة على توثيقه مطلقاً.

السبب الثاني: عدم وجود من نبه من الأئمة المتقدمين على أن بعض الرواة روى عنه بعد، أو قبل الاختلاط؛ يدل على أن هذا الأمر غير وارد عندهم.

السبب الثالث: صنيع البخاري في "صحيحه"، حيث روى عنه من طريق بعض الرجال الذين رووا عنه بعد هذا التاريخ، مما يدل على أن البخاري يرى أنه ثقة مطلقاً. 

السبب الرابع: وهو متعلق باختلاطه، والرد على ذلك.

فأول من قاله يحيى بن سعيد كما نقل ذلك ابن عمار الموصلي عنه([41])، وكان زمن اختلاطه 197ه، وقد أنكر ذلك الحافظ الذهبي حيث قال: "قلت: سمع منه فيها محمد بن عاصم صاحب ذاك الجزء العالي، ويغلب على ظني أن سائر شيوخ الأئمة الستة سمعوا منه قبل سنة سبع. فأما سنة ثمان وتسعين ففيها مات ولم يلقه أحد فيها، لأنه توفى قبل قدوم الحاج بأربعة أشهر، وأنا –الكلام للذهبي- أستبعد هذا الكلام من القطان  وأعده غلطاً من ابن عمار، فإن القطان مات في صفر من سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز، فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان، ثم يشهد عليه بذلك، والموت قد نزل به، فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع، مع أن يحيى متعنت جداً في الرجال وسفيان فثقة مطلقاً".

توفي سنة: 198ه وروى له الجماعة ([42]).

2. عُبَيْد الله: هو ابن أبي يزيد المكي.

روى عن: ابن عباس t، وابن عمر t، وأبيه، وغيرهم، وعنه: سفيان بن عُيَينة وابن جرج، وشبعة، وغيرهم.

الأئمة على توثيقه.

قال في "الكاشف": "صدوق"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة كثير الحديث".

والصواب أنه ثقة؛ لتوثيق الأئمة له.

توفي سنة: 126، وقيل 130ه، وقيل غير ذلك، وروى له الجماعة([43]).

3.      أبوه: هو أبو يزيد المكي، والد عبيد الله بن أبي يزيد.

روى عن: وعمر بن الخطاب، وأم أيوب الأنصارية، وسباع بن ثابتy، وعنه: ابنه عبيد الله.

وثقه العجلي، وقال البوصيري([44]) بعد هذا الحديث: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" وصحح حديثه العلامة أحمد شاكر، وذكره ابن حبان في "الثقات".

قال في "الكاشف": "وثق"، وقال في "تقريب التهذيب": "وثقه ابن حبان".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق العجلي، وابن حبان، والبوصيري، ولا يوجد من غمزه بشيء،  ويكفيه شرفاً أنه مختلف في صحبته، وروى له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه([45]).

4.      سِبَاع بن ثابت t.

روى عن: عمر بن الخطابt، وأم كُرْز الكعبية الخزاعية رضي الله عنها، وابن عمه محمد بن ثابت بن سباع، وعنه: أبو يزيد المكي.

اختلف في صحبته، والراجح أنه من الصحابة y.

رجح ذلك أبو القاسم البغوي، وابن قانع([46])، وابن الأثير([47])، والدارقطني([48])، وابن حجر  وذكره في القسم الأول من كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة"، ثم قال: "ووجه الدلالة من هذا على صحبته ما تقدم من أنه لم يبق بمكة قرشي إلا شهد حجة الوداع مع النبيّ r  وهذا قرشيّ أدرك الجاهليّة، وبقي بعد ذلك حتى سمع منه عبيد اللَّه بن أبي يزيد  وهو من صغار التّابعين"([49])، ويستأنس بما رواه البغوي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سِبَاع بن ثابت قال: "أدركتهم في الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة وهم يقولون: " اليوم قرى عينا بقرع المروتينا"، وهذا الإسناد صحيح؛ رواته كلهم ثقات، وهذا الأثر يدل على أنه مخضرم قطعاً، ولكن إذا أضفنا إليه ما ذكره الحافظ ابن حجر سابقاً، كان قرينة قوية على أنه من الصحابة y. أما قول الحافظ الذهبي: "لا يكاد يعرف"، فهذا رأيه –رحمه الله- وقد عرفه غيره، والله أعلم، وروى له الأربعة([50]).

5. أم كُرْز الكعبية: هي أم كُرْز([51])، الخُزَاعية([52])، الكَعْبية ([53])رضي الله عنها.

صحابية جليلة، أسلمت يوم الحُدَيْبِيَّة([54])، والنبي r يُقَسِّم لحوم بدنه.

 روى عنها: سِبَاع بن ثابتt، وعطاء، ومجاهد، وغيرهم.

توفيت سنة: 51، وقيل 60ه رضي الله عنها،  وروى لها الأربعة ([55]).

الحكم على الحديث:

الحديث بهذا الإسناد صحيح. والله أعلم.

الحديث التاسع عشر:

 قال الإمام الترمذي: حدثنا الحسن بن محمد الزَعْفَرَاني، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الـمُخْتَار بن فُلْفُل، قال: حدثنا أنس بن مالك t، قال: قال رسول الله r: "إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدْ انْقَطَعَتْ فَلاَ رَسُولَ بَعْدِي وَلاَ نَبِيَّ، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: لَكِنِ الْمُبَشِّرَاتُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: رُؤْيَا الْمُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ".

تخريج الحديث:

·  أخرجه الترمذي في "السنن" في أبواب الرؤيا، باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات (4/103/ ح2272) عن الحسن الزَعْفَراني، وقال: "هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه من حديث الـمُخْتَار بن فُلْفُل.

·    وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(21/326/ح13824).

·  والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" في التعبير، (4/433/8178)       من طريق  الحسين بن الفضل، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه".

ثلاثتهم (الحسن الزَعْفَراني، والإمام أحمد، والحسين بن الفضل) عن عفَّان بن مسلم  به، بلفظه.

·  وأبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف" في الإيمان والرؤيا، باب ما قالوا في تعبير الرؤيا، (6/173/ح30457)، عن عبد الله بن إدريس، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى الموصلي في "المسند"، (7/38/ح 3947)، به، بمثله.

دراسة الإسناد:

1. الحسن بن محمد الزَعْفَرَاني([56]): هو أبو علي البغدادي وإليه ينسب درب الزَعْفَرَاني المسلوك فيه من باب الشعير إلى الكَرْخ([57]).

روى عن: عَفَّان بن مسلم، ومحمد بن إدريس الشافعي، ووكيع بن الجراح، وغيرهم وعنه: محمد بن عيسى الترمذي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو داود،وغيرهم.

وثقه من الأئمة، ابن أبي حاتم، والنسائي، والعقيلي، وقال أبو حاتم: "صدوق"  وقال الإمام أحمد: "ما بلغني عنه إلا الخير".

قال في "تقريب التهذيب": "ثقة".

والذي يترجح من حاله أنه ثقة؛ لتوثيق أبن أبي حاتم، والنسائي، والعقيلي مع تشددهما، وعدم وجود من طعن فيه، وهو قارئ الشافعي، وكان يجله، قال الزَعْفَرَاني: "لما قرأت "الرسالة" على الشافعي، قال لي: من أي العرب أنت؟ فقلت ما أنا بعربي وما أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية، قال: "فقال لي: فأنت سيد هذه القرية".

توفي سنة: 260ه، وروى له البخاري، وأصحاب السنن([58]).

2. عَفَّان بن مُسْلِم: هو ابن عبد الله البَاهِلِي([59])، أبو عثمان الصَفَّار([60]).

روى عن: عبد الواحد بن زياد، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وحماد بن  سَلَمة، وغيرهم. وعنه: الإمام أحمد بن حنبل، والبخاري، وإبراهيم بن إسحاق الحَرْبي([61]) وغيرهم.

متفق على توثيقه، وقد تغير قبل موته بأشهر([62])، وقال الحافظ الذهبي فيما يتعلق بتغير عَفَّان: "هذا التغير هو من تغير مرض الموت، وما ضره، لأنه ما حدث فيه بخطأ".

قال في "الكاشف": "الحافظ"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة ثبت قال ابن المديني كان إذا شك في حرف من الحديث تركه وربما وهم، وقال ابن معين أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة".

توفي سنة: 220ه، وروى له الجماعة([63]).

3. عبد الواحد بن زياد: هو العَبْديّ، أبو بشر، وقيل أبو عُبَيدة، البَصْري.

روى عن: الـمُخْتَار بن فُلْفُل، والأعمش، و معمر بن راشد، وغيرهم، وعنه: وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعفان بن مسلم، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وغيرهم.

وثقه من الأئمة ابن سعد، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، والعجلي، وأبو داود وأبو زرعة، وأبو حاتم، والدارقطني وزاد "مأموناً"، وقال ابن حبان: "كان متقناً ضابطاً"  وقال يحيى بن معين مرة: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في كتابه "الثقات"، وقال ابن عدي: "عبد الواحد من أجلة أهل البصرة وقد حدث عنه الثقات المعروفون بأحاديث مستقيمة، عن الأعمش وغيره، وهو ممن يصدق في الروايات"، وقال يحيى القطان: "ما رأيته يطلب حديثاً قط لا بالبصرة ولا بالكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة فنذاكره أحاديث الأعمش لا يعرف منها حرفاً"، وقال يحيى بن معين مرة: "ليس بشيء"، وذكره العقيلي في كتابه "الضعفاء الكبير".

قال في "تقريب التهذيب": "ثقة في حديثه عن الأعمش وحده مقال".

والراجح في حاله أنه ثقة؛ لتوثيق أئمة الشأن له، بل قال أبو عمر ابن عبد البر: "أجمعوا لا خلاف بينهم في عبد الواحد بن زياد أنه ثقة ثبت"، أما كلام يحيى بن سعيد القطان، فهو من المتشددين -رحمه الله-.

أما يحيى بن معين، فقد ذكر فيه ثلاثة أقوال هي: (ثقة، وليس به بأس، وليس بشيء)، والراجح هو القول بتوثيقه للأسباب التالية:

أولاً: تقديم الرواية التي يوافق فيها الإمام أحمد وغيره، وهذه القاعدة ذكرها        ابن أبي حاتم في التعامل مع اختلاف روايات ابن معين في الراوي الواحد([64]).

ثانياً: أن روايات التوثيق أكثر.

ثالثاً: أن ابن معين يطلق لفظة "ليس بشيء" ويريد بها أحد معنيين، المعنى الأول: أن أحاديثه قليلة، والمعنى الثاني: يريد به الجرح الشديد، ويعرف ذلك من خلال جمع أقواله في الراوي، أو مقارنتها بأقوال الأئمة الآخرين، فإذا كان الراوي مُوَثَق من قبل الإمام أحمد وغيره، أو أن الإمام يحيى بن معين قد وثقه في رواية أخرى، فيحمل على أن أحاديثه قليلة، أما إذا كان الأئمة على تضعيفه، أو روايات الإمام يحيى الأخرى على تضعيفه، فيحمل على المعنى الثاني، وهو الجرح الشديد([65])؛ وعليه فعبد الواحد بن زياد  من الأولى، التي مراده، قلة الرواية.

أما ذكر العقيلي له في "الضعفاء"، فهو من المتشددين –رحمه الله-، والله أعلم. 

توفي سنة:176، وقيل 177ه، وروى له الجماعة([66]).

4. الـمُخْتَار بن فُلْفُل: الـمَخْزُومي([67])، الكُوفي .

روى عن: أنس بن مالك t، وعمر بن عبد العزيز، وإبراهيم التيمي وغيرهم  وعنه: عبد الواحد بن زياد، وسفيان الثوري، وزائدة، وغيرهم.

وثقه من الائمة، يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، والعجلي، ويعقوب الفسوي، وابن عمار الموصلي، والنسائي، وقال أبو داود: "ليس به بأس"، وقال الإمام أحمد مرة: "لا أعلم به بأساً، لا أعلم إلا خيرًا"، وقال أبو حاتم: "شيخ كوفي"، وقال أبو الفضل السليماني: "ذكر من عرف بالمناكير من أصحاب أنس t فذكر أبان بن أبي عياش الـمُخْتَار بن فُلْفُل، وجماعة".

قال في "الكاشف": "ثقة"، وقال في "تقريب التهذيب": "صدوق له أوهام".

والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق الأئمة ممن سبق ذكرهم له، ولم يذكره ابن عدي في كتابه "الكامل في ضعفاء الرجال"، ولم أجد من طعن فيه، سوى بعض المناكير التي ذكرت عنه ممن لا يسلم منها أحد، ولو بلغ الخطأ عنده إلى حد كبير لم يقبل الأئمة حديثه، ولم يصفه مثل الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين بالثقة.

وكلام أبي حاتم فيه على ماجرت به عادته من التشدد –رحمه الله-. والله أعلم.

توفي سنة: 131، وقيل 140 ه، روى له مسلم، وأصحاب السنن، سوى ابن ماجه([68]).

الحكم على الحديث:

الحديث بهذا الإسناد صحيح. والله أعلم.

تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .