كانت مفاجأة مدوّية بمثابة زلزال تاريخي بداخل الطائفة الأحمدية القاديانية ، توبة هاني طاهر والذي يُعتبر من أكبر منظّري الطائفة وعلمائها ، فلطالما دافع عنها وعن متنبئها الغلام ، ولطالما ألف الكتب وكتب المقالات وصوّر الحلقات ، وكان يصول ويجول في الدفاع عن القاديانية .
سبعة عشرة عاماً قضاها من عمره في هذه النحلة الضالة ، يقرأ ويبحث حتى شعر أن بقاءه في هذه الجماعة امتهاناً لعقله - وهو المعروف باحترام العقل – فكيف يؤمن بجماعة تم الضغط عليها بوسائلنا الإعلامية من خلال مواقعنا الإلكترونية وبرامج تلفزيونية ليقوموا بترجمة كتب مؤسسهم لينكشف لهم حقيقته ، وينكشف لهم أنهم ليسوا على شيء ، وأنهم يقفون على مسطّح أجوف ، كيف سمحت لهم عقولهم بأن يؤمنوا بشخص معروف بعدم استنارته واغراقه في مستنقع من الخرافات ، يدّعي كذباً وزوراً أنه رسول من الله ونبي من عند الله تارة نبوة بروزية وتارة نبوة ظلية وأخيراً نبوة تشريعية .
تُرجمت كتب الغلام أحمد ، وانكشف الأمر ، حاولوا أن يغيّروا في سياق الترجمة لكن أصل الكتب منشور ، شعر – هاني طاهر – أنه وسط مجموعة من المافيا تريد اخفاء جريمة ما ، لم تتحرر عقولهم بعد ، طالبهم بأن يُعلنوا أن الميرزا ليس بنبي ولا بمعصوم ولا بمهدي ولا مسيح ، فهو رجل يخطئ ويصيب ولكنهم قدّموا مصالحهم الدنيوية ببقائهم في هذه النحلة على إيمانهم وعقولهم وقلوبهم ، قدّموا الدنيا على الآخرة .
بدأ هاني طاهر في المزيد من البحث والقراءه ثم أخذ القرار ، قرار أن يحترم نفسه وعقله ، ليشعر أنه رجلاً متصالحاً مع ذاته ، فخرج وأعلن توبته بكل شجاعة ، ولم يمضي يوماً إلا وانفرط عقد الأحمدية ، وشجّع الكثير على البحث فأفاق العشرات وأعلن توبته وخروجه من بيعتهم ، ومازال البعض في طور البحث عن الحقيقة ، وتبقى ثلة من المنتفعين يعاندون ويُكابرون ، يبحثون عن مصالحهم المادية والشخصية في بقاءهم داخل هذه النحلة .
لم يتوقف هاني طاهر عن اعلان خروجه عن الجماعة ، لكن أخذ يصحح خطأه لتكتمل شروط التوبة ، فكما روّج لهذه النحلة وهذا المتنبئ أخذ على عاتقه كشف هذه النحلة وهذا المتنبئ من عوار وأخطاء وتناقضات ، وبيّن أدلة كذب وتناقض الميرزا غلام أحمد في مقاطع يومية ينشرها على صفحاته ، فأُثير غضب أعضاء الآحمدية ولم يستطيعوا الرد على الحقائق الذي ينشرها ، فأخذ زعيمهم محمد الشريف بالهمز واللمز على هاني طاهر ، واظهار أن الجماعة هي من طردته ، وكأنه لديه معلومات تفصيلية عنه لا يريد الإفصاح عنها وتعامل مع هذه القضية وكأنه زعيماً لعصابة ، مع أن المُهتدي هاني طاهر طالبهم مراراً بالبحث في جو راقي مليء بالبحث وتفتيش الكتب وطرح الأفكار ، لكن الطرف الأضعف كان مصرّاً على شخصنة القضية وبلورتها في أضيق حدودها .
هذه التوبة هي بحق انعطاف تاريخي للجماعة الأحمدية القاديانية التي ظهرت من أكثر من قرن من الزمان ولم يسمع بها أحد وستنتهي ولم يسمع عنها أحد . هذه الجماعة التي هي بمثابة ردّة حضارية غير مقبول في العصر الحديث أن تتواجد بين فئات العالم المختلفة ، هذه النحلة التي خرجت من بيئة شديدة التخلف الغارقة في الخرافات لا يمكن بأي حال من الأحوال حتى وإن ملكت عشرات الفضائيات والصحف والمواقع والتطبيقات البرمجية ، يقف في خلفها كيان صهيوني مغتصب وولايات أمريكية ومملكة بريطانية لكي يستبدلوا بها الإسلام الصحيح ، تنفق المليارات يمكّن لها في وزارات بريطانيا ، وبلديات الكيان الصهيوني ، تمتلك كافة مفاتيح القوة العالمية ، ولكن يبقى الإسلام بصفاءه ونقاءه يسير بين الأمم يعرفه العالم ويتعلمه الشعوب .. أما إذا تجولت في أي بلد إسلامية كانت أو عربية أو أجنبية أو حتى في الداخل الهندي أو حتى في مدينة قاديان وسألت عموم الشعوب عن جماعة تُدعى الأحمدية أو القاديانية أو رجل اسمه ميرزا غلام أحمد فلا تجد من يجيبك ، فلا يعرفهم إلا واحد في الألف على أعلى تقدير ، وقد جربت بنفسي فسألت أوربيين فلم يسمعوا عنها ، وسألت أفارقة لم يسمعوا عنها ، وسألت هنود مسلمين وغير مسلمين لم يسمعوا عنها ، وسألت فلسطينيين يعيشون في حيفا معقل الجماعة ولم يسمعوا عنها .
نصيحتي لكم أتباع القاديانية أو " الأحمدية " كما تحبون ، أن تفيقوا من هذا الوهم الكبير الذي تعيشون فيه ، وتحترموا عقولكم وضمائركم ، وأن تصطلحوا مع أنفسكم فغالباً أن منكم من يعاني من تشتت في الفكر ، أو مشكلات نفسية وعصبية ، أو يعانون من تجاهل المجتمع له ، ولكن كل هذا لن ينفعكم أمام رب العالمين ، فآمنوا بالله الواحد وبرسوله الخاتم الذي لا نبي ولا رسول بعده والزموا جماعة المسلمين أو عضوا على أصل شجرة بنواجزكم .. تسلمون بعون الله .
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .