بداية حكايتي مع الأعداد في الجماعة الأحمدية
في
25/12/2013 وصلتُ قاديان للمشاركة في الجلسة السنوية هناك. وتجولتُ في
الهند، فإذا نحن أمام جماعة ضعيفة جدا. الحاضرون في الجلسة من الهند كلها
وقاديان لا يتجاوزون بضعة آلاف، وبضعة آلاف أخرى من باكستان. وفي جولتنا
كان يستقبلنا عشرة أحمديين مثلا من منطقة شاسعة. وقلّما يستقلبنا مئتان.
سألتُهم عن الأعداد، فرفضوا الخوض في هذا الموضوع. ثم علمتُ أنّ الأعداد
مجرد أُكذوبة. يا للهول، في عام 2001 بايع 40 مليون من الهند وحدها، أين هم
الآن؟ قالوا: لا أثر لأحد. أيها الناس، 40 مليون، ليس 40 شخصا.. هل تعرفون
الفرق بين المليون والألف والمائة والعشرة والواحد؟
من
المسؤول عن هذا الخطأ؟ قالوا: لا تسأل هذا السؤال الذي يؤلم قلوبنا. طيب،
كيف سكتُّم والأرقام هذه تصل الخليفة؟ قالوا: ماذا نفعل؟
كانت صاعقة؟ هل هذه جماعة الله الأخيرة؟
كان الحبّ الجارف لا يزال حائلا دون كشف الحقائق.
بعد أشهر سافرتُ إلى كندا، فوجدتُ الحال هو هو، باكستانيون هناك لا غير، وعدد بسيط جدا من العرب.
بعدها وصلني أن الأحمديين في باكستان لا يتجاوزون بضع مئات ألوف.
عدتُ
في ذاكرتي إلى ما كان يقوله الخليفة الرابع حول التضاعف السنوي لأعداد
الجماعة، فحسبتُ أنه لا بد أن يكون العالم كله قد صار أحمديا في عام 2007
لو صحّ كلام الخليفة. فلماذا سكتَ الناس على أقواله هذه؟
طيب،
هل يمكن أن يكون الخليفة على خطأ؟ الجواب: حاولتُ أن أجد له تبريرا، لكن
الجمع بين ذلك وبين القداسة والهالة الرهيبة التي يضفيها عليه الأتباع تمنع
من هذا. إذا، فلنحاول التوفيق. ولنحاول التأجيل في هذا التوفيق.
هذه الفكرة ظلّت تدور في ذهني طويلا، لماذا تكذب الجماعة في مسألة الأعداد.
علمتُ بعدها أن الخليفة الخامس يقول مرة اننا 200 مليون، ومرة 100، ومرة 50، ومرة 20، ومرة 10، ومرة ملايين، ومرة عشرات الملايين.
مع كل ذلك، قلتُ: لعله لا يعرف معنى الأعداد.. إلى هذه الدرجة كنتُ أحاول أن أدافع في داخل نفسي. فحبُّكَ الشيءَ يُعمي ويُصمّ.
لكن
هذا الدفاع كله انهار حين بدأتُ أقرأ أقوال المؤسس في كتبه وإعلاناته
وملفوظاته.. والتي تؤكد أن التزوير في الأعداد كان ممنهجا من البداية
ليُعتمد عليه دليلا أساسيا على صدق الجماعة.. أي أن الجماعة لو لم تكذب في
الأعداد ما قامت لها قائمة من البداية، بل اعتمدت على ذلك لبقائها.
والآن أقرأ أهم نصوص المؤسس التي اكتشفتُها من أيام قليلة..
في 25/1/1897 العدد 8000. ففي إعلان كتبه المؤسس بعنوان:
ردّ على إعلان الشيخ غلام دستغير
قال:
إن الشيخ غلام دستغير مولَع بالتكفير كثيرا لذا أبشّره أن عدد جماعتي بعد
مباهلة عبد الحق الغزنوي قد بلغ إلى ثمانية آلاف نسمة ... ويُتوقع أن هذا
العدد سيصل إلى ثمانية عشَرَ ألفا إلى العام القادم. (25-1-1897)
في
كتاب ضرورة الإمام أُلحقت قضية ضريبة الدخل، حيث تاريخ القضية: 20-6-1898،
وتاريخ صدور الحكم: 17-9-1898.. حيث يقول مسؤول الضريبة:
"ولقد
انضم حتى الآن إلى هذه الفرقة 318 شخصًا بحسب قائمة أسمائهم التي أرفقتها
بالأحرف الإنجليزية، ولا شك أن بعضًا منهم أصحاب جاه وعلم، وإن كان عددهم
قليلا"
وحين اعترض المشايخ قائلين: هذا هو عدد جماعتك الحقيقي وليس آلافا كما ظللتَ تقول، ردّ المؤسس بقوله:
"ما
أشنع كتمان الحق بقولهم بأن الميرزا لا يستطيع أن يثبت أن عدد أتباعه أكثر
من 318 شخصا؟ لقد ذكرت هذا العدد بناء على ما خطر ببالي عرضا حينذاك وليس
أن هذا هو العدد الحقيقي، حيث لم أحصر عدد الجماعة في ذلك. بل كنت قد نشرت
أيضا في أحد مقالاتي بكل صراحة أن عدد جماعتي لا يقل الآن عن 8000 نسمة.
وهذا الكلام يعود إلى مدة بعيدة، أما الآن فأستطيع القول بكل يقين بأن
العدد يربو على ألفَي شخص آخرين، ولا يقل عدد جماعتي حاليا عن عشرة آلاف،
وهي منتشرة من بيشاور إلى مومباي وكالكوتا، وكراتشي، وحيدر آباد دكّن،
ومدراس، ومنطقة آسام وبخارى والغزني ومكة والمدينة وبلاد الشام. وفي كل عام
يدخل ثلاثة مئة أو أربع مئة شخص على الأقل في زمرة المبايعين. وإذا أقام
أحد في قاديان لعشرة أيام فقط فسيعلم كيف يجذب الله تعالى الناس إليَّ
بسرعة هائلة. (البلاغ، 1898)
هل من دليل عملي على أن العدد 318 لا غير؟
نعم:
وهو إعلان بعنوان: جلسة الأحبة
بمناسبة احتفال اليوبيل بغرض الدعاء وشكر الملكة المعظمة قيصرة الهند دام ظلها
تاريخه: 23/6/1897م (يعني بعد نصف سنة من إعلان 8000)
أقول
ببالغ السرور والحبور بأن معظم أفراد جماعتي حضروا قاديان بتاريخ
19/6/1897م بقطع مسافات طويلة لإظهار السرور وأداء الشكر للملكة المعظمة
قيصرة الهند وكانوا 225 شخصا، وقد اشترك فيها مريديّ المخلصون المحليّون
أيضا وبذلك صار الجمع غفيرا. فاشترك الجميع في هذا الاحتفال المبارك وعكفوا
على الدعاء والشكر لله تعالى...... وفي هذا اليوم اشترك في المأدبة أكثر
من ثلاث مئة شخص. الراقم: ميرزا غلام أحمد القادياني، في 23/6/1897م
إذن،
المؤسس يعلن أنّ عدد جماعته 10 آلاف في الوقت الذي يخبر مسؤول الضريبة أنّ
عدد جماعته 318، وفي الوقت الذي يتبيّن من كلامه حين لم يكن يفتخر
بالأعداد أنّ الغالبية العظمى من أتباعه 300 شخص.
لماذا تدافعون عن المؤسس بغير ما يقول.
فمثلا: لماذا تقولون في عدد 318 أنه يتحدث عن المتبرعين؟
مسؤول
الضريبة نفسه يقول إنه انضمّ للجماعة 318 ولم يقل تبرَّع لها 318. والمؤسس
نفسه لم يقل هؤلاء هم المتبرعون أو الملتزمون أو المضحون أو الخاصون.
ثالثا: لماذا أهملتم النص التالي:
بعد
نصف سنة من إعلان 25/1/1897، أي في 23/6/1897م كتب المؤسس الإعلان التالي:
معظم أفراد جماعتي حضروا قاديان بتاريخ 19/6/1897م ... وكانوا 225 شخصا،
وقد اشترك فيها مريديّ المخلصون المحليّون أيضا وبذلك صار الجمع غفيرا.
فاشترك الجميع في هذا الاحتفال المبارك وعكفوا على الدعاء والشكر لله
تعالى...... وفي هذا اليوم اشترك في المأدبة أكثر من ثلاث مئة شخص. الراقم:
ميرزا غلام أحمد القادياني، في 23/6/1897م
ولماذا
تقارنون الجلسة بالحجّ من حيث النسبة، فالحجيج 1 من الف من المسلمين، أما
الجلسة فيُفترض أن يشارك فيها الجميع، ولكن سنفرض أنه سيشارك فيها العشر
فقط.
سبب هذه الأعداد هو النبوءات التي تحدث عنها المؤسس، حيث أعلن أنه تلقى الوحي التالي:
"وإني أرى أن أهل مكة يدخلون أفواجًا في حزب الله القادر المختار." (نور الحق، الجزء الثاني، عام 1894)
ألا إنّ نصر اللهِ قريبٌ. يأتيك مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ، يأتون مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ. (البراهين الأحمدية، 1882)
وصلنا في حلقة أمس إلى عام 1898 حيث العدد 10 آلاف، وليس 18 ألف كما توقع المؤسس في مطلع عام 1897.
لننتقل إلى عام 1899: فقد جاء في إعلان في 27-12-1899:
وإنني
على يقين الآن بأن عدد جماعتي يزيد على عشرة آلاف. وإن فراستي تُنبئ أن
عدد جماعتي سيصل إلى مئة ألف خلال ثلاث سنوات. منه. (إعلان في ترياق القلوب
في 27-12-1899)
انظروا
الكارثة: العدد الحقيقي هو 300-400، يضربه بـ 30، ثم يقول إنه سيتضاعف عشر
مرات في 3 سنوات، يعني سيُضرب بـ 90... (هذه أرقام فلكية)
**** هل يجوز أن تخيب فراسته؟!
كلا، لا بدّ أن تصيب. وهكذا كان. وتحقق ذلك كما جاء في أعلانات وكتب مثل تحفة الندوة عام 1902.
هذه
أكبر كارثة وقع فيها المؤسس، فراسةٌ مع مبالغة.. وهل يجوز أن تتوقف
الأرقام عند هذا الحد؟ كلا! لا بدّ أن تظلّ في تزايد! ولكن هل إلى ما لا
نهاية؟! هذا مستحيل، ولا بدّ من وقفة فجائية.. وستتكرر هذه الوقفة الفجائية
الانعطافية الفوضوية في تاريخ الجماعة.
لنقرأ ما جاء في إعلان في 7/7/1900م:
"بلغ عدد أبناء جماعتي حتى هذا اليوم ثلاثين ألفًا أو يزيدون، وهم يقيمون في مختلف مناطق الهند البريطانية. (إعلان في 7/7/1900م)
ثم
كتب المؤسس في الحاشية: صحيح أن عدد الخواص من أتباعي الذين يحوزون على حظ
كبير من العلم والدراية يقدَّر بعشرة آلاف سعيد، غير أن العدد الإجمالي
لهم من كل طبقة -بمن فيهم الأميون أيضا- فلا يقلّ بحال من الأحوال عن
ثلاثين ألف، بل من المأمول أن يكونوا أكثر. (إعلان في 7/7/1900م)
إذن، في ستة أشهر تضاعف العدد ثلاثة أضعاف. وهذا غير معقول قطّ، وإلا لتحدث الناس كثيرا عن تلك الأشهر الرهيبة!
ثم في 13/10/1902
قال
المؤسس عن تقدم الجماعة وإصرار المولوي محمد حسين على أن عدد الجماعة لم
يزد على 313 شخصا: "تقدُّمُ الجماعة حاصل بكل قوّة، ألا يدري أن الله قادر
على أن يجعل من 313 شخصا 313 ألفا في لمح البصر؟ ..... لقد اتضح الأمر الآن
وتبين من الإحصائيات الحكومية هل عدد جماعتنا 313 أو يقارب مئة ألف؟
(الملفوظات نقل عن الحكم، مجلد6، رقم38، صفحة 9-10، عدد 24/10/1902م)
هنا يتحدث عن الإحصائيات الحكومية، ويعرف القاصي والداني أنها لم تكن كذلك.
ثم في إعلان 27-12-1902:
يقول:
"لأني إمامُ حزب المسلمين الذين يربو عددهم في الهند البريطانية والأماكن
الأخرى على مئة ألف نسمة، ولا أرى ضروريا أن أسجل أسماءهم لأنهم بايعوني،
أي هم مريدون لي وليسوا منفصلين عني. وهذه الفرقة معروفة باسم الفرقة
الأحمدية، ومنتشرة في البنجاب والهند وغيرها من الأماكن. (إعلان
27-12-1902)
إذن، وصل العدد إلى نفس ما قالته فراسة المؤسس.
ستزداد
هذه الـ 100 ألف في كل سنة مثلها، إلى أن تقف عند حدّ 400 ألف. ومن بين
هذه الـ 400 مائة ألف لم يحضر جلسة 1907 سوى 700 شخص! مع أن المؤسس كان
يحضّ الجميع على حضور الجلسة.
وسيقول
الخليفة الثاني في عام 1954 أن عدد الجماعة من 200 ألف إلى 300 ألف فقط...
أي أنهم نقصوا إلى النصف، مع أنهم لو توالدوا لوصلوا إلى خمسة ملايين.
هذه بعض الحقائق، وما عليكم سوى التأمل في هذا كله.
نقاط سريعة:
1: معظم الجماعة حضرت الاجتماع بتاريخ 19/6/1897، وكان عددهم 300 تقريبا.
2: تقرير مسؤول الضريبة يفيد أنّ عدد من انضم إلى الجماعة حتى صيف 1898 =318
3: في 7/7/1900 أعلن المؤسس أن العدد 30 ألفا.
4: في 27-12-1902 العدد 100 ألف.
5: في 14/6/1904 العدد 200 ألف
6: في 4/11/1905 العدد 300 ألف
7: في آذار 1906 العدد 400 ألف.
ثم توقف العدد، ولم تعُد هنالك أي زيادة حتى توفي المؤسس.
1911: ظل العدد يتزايد بعد الوفاة:
لأننا الآن أكثر عددا مما كنا عليه في زمن المسيح الموعود. (المؤمن من يؤمن بالمبعوثين جميعا)
1924: الأحمدية الإسلام الحقيقي للخليفة الثاني: نصف مليون.
1944:
عدد أفراد الجماعة اليوم أكثر بمئات المرات بفضل الله من عددهم يوم
سُلِّمَتْ لي. (من خطبة 19 فبراير 2016 نقلا عن خطاب للخليفة الثاني عام
1944)
1954: عدد الجماعة 200ألف-300 ألف
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .