عندما تناقشت مع أحد القاديانيين القائلين و المؤمنين بأن هناك
نبي اسمه الميرزا غلام الهندي جاء بعد سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام
يقولون و يؤكدون أنه من الممكن بل من الضروري أن يأتي نبي بعد سيدنا محمد
عليه الصلاة و السلام طالما هو تابع لسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و
ينكرون مجيئ سيدنا عيسى عليه الصلاة و السلام قبل يوم القيامة كما أنبأ
سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام .
فتقول لهم ان الله قال على سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام "رسول الله و خاتم النبيين" في سورة الاحزاب .
فيقولون أنتم تفهمون ذلك خطأ لأنه اذا جاءت كلمة "خاتم" و بعدها
جمع العقلاء مثل النبيين او المرسلين او الاولياء او الخلفاء او الائمة فلا
يكون معنى كلمة "خاتم" الا الافضل و الاكمل .
و أن الكثير جدا من الكتاب العرب القدامى كانوا يستخدمون كلمة
"خاتم" و بعدها جمع العقلاء على ان معناها الافضل و الاكمل و ليس الآخر.
و بالتالي يكون معنى "خاتم النبيين" الافضل و الاكمل و ليس الاخر و
بالتالي لا مانع من مجيئ نبي بعد سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و لكن
ليس سيدنا عيسى عليه الصلاة و السلام بل هو الهندي الميرزا.
فارسلت لواحد منهم ممن ينشرون افكار هذه الجماعة تساؤلا علميا و قد كتبت فيه التالي:
الاخ جميل
السلام عليكم
لي استفسار اراه مهما لو ان لكلمة في القرآن أكثر من معنى .
فما هي الطرق التي يجب من خلالها رفض و انكار احد هذه المعاني و الغاء العمل به؟
بمعنى هل استخدام البعض لأحد المعاني يكون سببا كافيا لانكار احد
المعاني الاخرى و بخاصة اذا كان المعنى المراد انكاره هو المتبادر و الشائع
و تقول به قواميس اللغة .
يعني انا اسأل على اصول التفسير ما هي وسائل انكار أحد المعاني ؟
مثلا كلمة خاتم هي من الفعل ختم بمعنى انهى و اغلق و اسم الفاعل
منها المغلق و الناهي فاذا كان البعض او الكل استخدم احد معاني الكلمة مثلا
بالمعنى أفضل و أكمل فهل هذا كاف للقول بأن المعنى الاصيل و هو اسم الفاعل
من الكلمة كلغة عربية يجب الا يقال به و يلغى ؟
و اذا كانت القواميس مثل لسان العرب يقول خاتم النبيين أي آخرهم
فهل ايضا نصر على الغاء معنى الكلمة ( الاخير و المغلق و الناهي ) بسبب
استخدام الاخرين لمعنى الكلمة على انه افضل؟
و لو كان كلامكم صحيح , فإن نبيكم الهندي الذي تقولون عليه أن
الله أصلحه في ليلة و أصبح يعلم من اللغة العربية ما لم يعلمه غيره من
العرب و أنه بالفعل يتحدى فصحاء اللغة العرب أن يأتوا بمثل ما خطب و كتب
باللغة العربية و ان كل كتاباته بالعربية هي من نوع الالهام الرباني .
أعيد ان نبيكم الهندي استخدم كلمة "خاتم" و بعدها جمع العقلاء و كان المعنى المراد هو "الاخير".
و هذا أحد الامثلة فما معنى خاتم هنا في كلام الميرزا
و يقول الميرزا غلام أحمد القادياني الهندي في صفحة 37 من كتاب
تحفة بغداد للميرزا " و مع ذلك .. إذا كان نبينا عليه الصلاة و السلام(
خاتم الانبياء ) فلا شك أنه من آمن بنزول المسيح الذي هو نبي من بني
اسرائيل فقد كفر( بخاتم النبيين( .
و السؤال : هل مجرد الايمان بنزول المسيح من خلال الاحاديث يعتبر
كفر الا اذا كان المقصود الذي يفهمه الميرزا من كلمة "خاتم النبيين" أنه(
آخر النبيين) فما المشكلة من الايمان بنزول المسيح لو كان معنى "خاتم
النبيين" أفضل النبيين و أكملهم كما يقولون و أن الآخرية لا تعني أي منقبة و
لا ميزة لسيدنا محمد.
و يكمل الميرزا كلامه "فيا حسرة على قوم يقولون إن المسيح عيسى بن
مريم نازل بعد وفاة رسول الله و يقولون انه يجيئ و ينسخ من بعض احكام
الفرقان و يزيد عليها و ينزل عليه الوحي اربعين سنة و هو (خاتم المرسلين(.
و يكمل في الصفحة التالية رقم 38 و يقول " و قد قال رسول الله صلى
الله علي و سلم " لا نبي بعدي " و سماه الله تعالى خاتم الانبياء فمن اين
يظهر نبي بعده؟..."
من خلال النص السابق الميرزا يقر بأن معنى "خاتم النبيين" آخرهم
لأنه يستنكر أن أن يجيئ عيسى بعد وفاة النبي و هو أي سيدنا محمد خاتم
المرسلين و يقول و سماه الله خاتم النبيين و كأن الرسول يشرح معناها فقال
لا نبي بعدي و يعود مستنكرا الميرزا و يقول فمن اين يظهر نبي بعده .
و هنا ملحوظة هامة الميرزا استخدم لفظ بعدي بمعنى البعدية الزمنة و ليس كما يدعي القاديانيون أي معنى "بعدي " معي و أظن الكلام واضح.
انتهى التساؤل
و بحمد الله بالنقاش الهادئ الرزين أقر الاثنين و هما الاخ الفاضل
ابراهيم الجابري و الاخ الفاضل محب الاسلام بالتالي ( سأرفق صور النقاش مع
هذا المقال ان شاء الله ).
1. أن الميرزا استخدم لفظ " خاتم " و كان بعده جمع العقلاء مثل (النبيين و المرسلين ) و كان معناه الاخر و لكن بشرع.
و طبعا استدركت عليهما أننا نناقش موضوع لغوي و المهم على الاقل أن أحد المعاني التي اعترفوا بها أنه الاخر .
2. طلبت منهما و بالحاح التأكيد بالكتابة الصريحة أنه قصد أي الميرزا أن معنى كلمة "خاتم" في النص السابق كان معناها الآخر .
3. استجاب لي الفاضل محب الاسلام و أقر و كتب ذلك كما سترون و
قال بالحرف "المسيح الموعود عليه السلام استخدم "خاتم" و بعدها جمع العقلاء
بمعنى آخر".
4. قلت له على سبيل التأكيد أكثر من السابق " و لكن ما أدلتك
على ما أقررت به من أن الميرزا استخدم "خاتم" و بعدها جمع العقلاء بمعنى
آخر".
5. و لم يستطع الا بالاقرار التالي " قرأتها في كتبه"
6. اعدت عليه الطلب للتأكيد و أعاد التأكيد مشكورا "قلت لك قرأتها في كتبه".
7. و أعدت الطلب و أقر مرة أخرى ( لأنه انسان محترم لان غيره لا يمكن ان يقول مثل ما قال بالحق).
8. و استجاب بالاقرار التالي " قال ان الامام استخدمها في مواضع بمعنى آخر و قال انه ( خاتم الولد ) لأبيه.
و اثناء النقاش كما سترون بعض الصور منه قال لي أحد المناقشين
انني(أي ابراهيم بدوي ) حرفت في القاعدة التي تقول " اذا جاءت كلمة "خاتم" و
بعدها جمع العقلاء مثل النبيين او المرسلين او الاولياء او الخلفاء او
الائمة فلا يكون معنى كلمة "خاتم" الا الافضل و الاكمل" و ان الحق ان بها
جملة لم اذكرها في التعريف و هي مذكورة في موقع الجماعة .
و عندما اتيت بالتعريف من موقعهم وجدته فعلا به هذه الزيادة .
فكان موقفي محرج لانه سوف يتصور انني أكذب و بالفعل اتهمت بالكذب .
و لما عدت الى ملف عندي عنوانه (أقوال الإمام المهدي في تبيان مفهوم خاتم النبيين
) و قد كنت نقلته من الموقع في سنة 2010 فوجدت ان كلامي صحيح و
انه لا توجد به هذه الزيادة و انها مضافة على التعريف الذي معي و لكنني كيف
اثبت ذلك مهما قلت لن يصدقوني .
و لكن بحمد الله وجدته في أحد أهم كتبهم و هو (شبهات و ردود) في
الصفحة 234 و نصه كالتالي :" و اذا اضيف "خاتَم" [بفتح التاء] أو
"خاتٍم"[بكسر التاء] أو "خاتمة" فلا يكون معناها الا الافضل و الاكمل الذي
جاء بما لم يأتي و لن يأتي أحد من قبله أو من بعده ...."
و هكذا يظهر أن موقع الجماعة قد أضاف جملة للتعريف ما لم تكن فيه .
و هناك دليل آخر على أنني ما كذبت في النقل من موقع الجماعة أن
الاخ محمود الكعكي نشر البوست الذي يثبت فيه القاعدة و هو منقول كما سترون
من مقال للاخ جميل محمد و كانت القاعدة كما انا قلت بالضبط و سأرفق صورة
من البوست صورة 13 و 14 .
و في النهاية هذا ليس آخر المقالات إن شاء الله في موضوع معنى
كلمة " خاتم النبيين " كما جاءت في سورة الاحزاب و يتضح مؤقتا ان حضرة
الميرزا كما هدم قاعدة التوفي ( تجدون الدليل في المقال (( مقال 019)
التوفي عند المتنبئ الهندي الميرزا و رفع الله له من الارض )) ايضا حضرة
الميرزا هدم قاعدة " معنى كلمة خاتم".
و لكن لماذا جعله الله سبحانه و تعالى يقول الكلام الذي يهدم قواعد دينهم ؟
لأن الله سبحانه و تعالى لا يترك المتنبئ و المدعي على الله من دون أن يضع في كلامه و أفعاله ما يهدم مبناه و دينه من الاصول .
و الله أعلى و أعلم
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .