باختصار , الميرزا الهندي مدعي النبوة و اتباعه أعضاء الجماعة المسماة
زورا (الجماعة الاسلامية الاحمدية) يطلبون من المخالفين لهم من المسلمين
ان يأتوا بأقوى أنواع الادلة للاستدلال على دعواهم مثل حياة المسيح عليه
السلام و عدم موته.
و كما أن الميرزا يدعي أنه لا يقبل ما يعارض القرآن و لو كان أمرا عقليا
أو من أقوال الناس أو الاحاديث غير المتواترة أو الضعيفة (كما سيتضح ).
و كما أنه يعارض تفسير القرآن بالرأي و يعتبره خطأ و إن صدق (كما سيتضح).
فأنا أطالبهم كلهم من أولهم الى آخرهم أن يأتوا بدليل واحد فقط على نبوة
الميرزا من نفس مستوى الادلة التي يطلبونها من مخالفيهم و هو الدليل قطعي
الثبوت و قطعي الدلالة من القرآن و السنة .
و إذا لم يأتوا بمثل هذا الدليل قطعي الثبوت و الدلالة على نبوة الميرزا ,
فمن ادعى بعد ذلك نبوة الميرزا فلا حجة له و ينطبق عليه الحكم بالكفر كما
اعلنت ذلك المجامع الاسلامية العالمية المختلفة.
(و أحب أن أوضح أن هذا المقال ليس لمناقشة موضوع سيدنا عيسى عليه الصلاة و
السلام أهو حي أو ميت , و إنما عنيت فيه بيان طرق الاستدلال التي يطلبها
الميرزا من مخالفيه).
و الان أوضح المقصود بالدليل قطعي الثبوت و الدلالة بشكل مبسط و مختصر قبل التطرق لكلام الميرزا :
قطعي الثبوت أي لا خلاف على ثبوت الكلام لقائله .
مثل القرآن لا خلاف بيننا نحن المسلمون أن القرآن هو كلام الله فوصفناه أي
القرآن أنه قطعي الثبوت أي ثابت بشكل قطعي أنه كلام الله تعالى .
أما بالنسبة للأحاديث الواردة في كتب الحديث مثل البخاري و غيره .
فهذه الاحاديث إما متواترة أو آحاد .
و الاحاديث قطعية الثبوت هي الاحاديث المتواترة و ليست الآحاد .
و وصفها بأنها متواترة معناه : الاحاديث التي رواها جمع من الرواة لا يقل
عن اربعة في أقل تقدير عن جمع من الرواة بنفس القدر أو أكثر في كل طبقة من
طبقات الرواة بحيث يستحيل معها التواطؤ على الكذب في الرواية .
أما معنى قطعي الدلالة أي الذي لا خلاف على معناه و ما يدل عليه .
مثل " محمد رسول الله " فلا خلاف على المعنى المقصود .
و ايضا " لم يلد و لم يولد" فلا خلاف على معناها .
و يقول الله تعالى " الم" و تقرأ ألف لام ميم , ما معناها؟ لا أحد يعرف
على وجه التحديد بل كل ما قيل فيها اجتهادات فيقال أنها أي "الم" قطعية
الثبوت لأنها من القرءان الكريم و ظنية الدلالة أي ظنية المعنى .
و بالتالي كل آيات القرءان الكريم قطعية الثبوت و منها ما هو قطعي الدلالة و ما هو ظني الدلالة.
و الاحاديث المتواترة قطعية الثبوت و منها ما هو قطعي الدلالة و منها ما هو ظني الدلالة.
و الاحاديث كل ما هو ليس متواتر فيسمى أحاديث آحاد و هي طالما ليست
متواترة فهي ظنية الثبوت ومن حيث الدلالة فمنها ما هو قطعي الدلالة و ما
هو ظني الدلالة.
هذا باختصار و بتصرف لتوضيح و تبسيط معنى قطعي الثبوت و قطعي الدلالة.
و نبدأ في بيان أقوال الميرزا في بيان الادلة و مستوياتها و ما يؤخذ به و ما لا يؤخذ به :
1. يقول الميرزا لبيان تقسيم مستوى الادلة التي ذكرها في كتابه إتمام الحجة صفحة رقم 60 و 61 :
إن ادلة اثبات الادعاء( أي الادلة المطلوبة لإثبات صحة أي إدعاء ) عند الحنفيين (يقصد الاحناف) اربعة انواع هم :
· الاول:قطعي الثبوت و قطعي الدلالة و ليس فيها شيئ من الضعف و الكلالة
مثل الايات القرءانية الصريحة و الاحاديث المتواترة الصحيحة بشرط كونها
مستغنية عن تأويلات المتؤولين و منزهة عن تعارض و تناقض يوجب الضعف عند
المحققين.
· الثاني:قطعي الثبوت ظني الدلالة , كالايات (فهي قطعية الثبوت و قد تكون ظنية الدلالة) و الاحاديث المؤولة (أي ظنية الدلالة) مع تحقق الصحة و الاصالة (يقصد الصحة و الاصالة للاحاديث و طبعا يقصد قطعية الثبوت بالقول مع تحقق الصحة و الاصالة).
· ثالثا:ظني الثبوت قطعي الدلالة كالاخبار (اي الاحاديث) الآحاد (أي غير المتواترة) الصريحة (أي صريحة الدلالة)مع قلة القوة و شيئ من الكلالة.
· رابعا:ظني الثبوت و الدلالة كالاخبار اللآحاد المحتملة المعاني و المشتبهة.
و يكمل الميرزا قائلا :" لا يخفى ان الدليل القاطع القوي هو النوع الاول
من الدلائل و لا يمكن من دونه اطمينان السائل .فإن الظن لا يغني من الحق
شيئا و لا سبيل له الى يقين اصلا".انتهى كلام الميرزا
هذا هو المستوى أي النوع الاول الذي يطلبه الميرزا من مخالفيه لاثبات حياة المسيح و عدم موته.
2. و في موضع آخر من كتابه إتمام الحجة صفحة رقم 65 يقول الميرزا لاحد
مخالفيه و مؤكدا كلامه السابق :" أتؤمن بحياة المسيحكالجهول الوقيح , و
تحسبه كأنه استثني من الاموات و ما اقمت عليه دليل من البينات و المحكمات
( يقصد القرآن ) و لا من الاحاديث المتواترة من خير الكائنات ,
فكذبت في دعوى الاثبات و باعدت عن اصول الفقه يا أخا الترهات . أيها الجهول
العجول , المخطئ المعذول , قف و فكر برزانة الحصاة, ما أوردت دليلا على
دعوى الحياة , و ما اتبعت الا الظنيات بل الوهميات . و نتيجة الاشكال لا
يزيد على المقدمات, فاذا كانت المقدمتان ظنيتين (اظنه يقصد بالمقدمتين
الظنيتين : ظنية الثبوت و ظنية الدلالة) فالنتيجة ظنية , كما لا يخفى على
ذوي العينين ." انتهى كلام الميرزا.
و هذا معناه أن أي دليل غير النوع الاول و هو القطعي الثبوت و الدلالة على
نبوة الميرزا فلن يقبل من الميرزا و أتباعه و يكون كما قال الميرزا جهول
وقيح مخطئ معزول أخا الترهات متبع الظنيات بل للوهميات (فهذه بضاعتكم ردت
عليكم).
( طبعا ليس موضوعنا الان أخلاق الميرزا , لذلك لن أعلق الان).
3. انكار الميرزا للاخذ بأقوال الناس و عدم قبول قول الله و سيد الكائنات و ان غير القرءان لا يوصل الى اليقين و الاذعان.
و يضيف الميرزا انه من فسر القرءان برأيه و اصاب فقد اخطأ.
4. و في كتاب حقيقة الوحي صفحة 47 يقول الميرزا في الهامش " أعلموا أنه لا
يثبت بآية قطعية الدلالة أو حديث صحيح مرفوع متصل أن عيسى قد رفع في
الحقيقة الى السماء حيا بجسده المادي . و الذي لم يثبت رفعه , فالامل في
عودته أمل فارغ .
عليكم أن تثبتوا أولا صعود عيسى عليه السلام الى السماء بآية قطعية
الدلالة أو حديث صحيح متصل مرفوع , و إلا فالعداوة بغير دليل عمل بعيد عن
التقوى"].
و هنا نذكر على سبيل التوضيح أن الحديث المرفوع يقصد به أن قائله هو سيدنا
محمد عليه الصلاة و السلام أو فعل فعله سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام
كما في نص المتن أو إقرار أقره سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام بما في
نص المتن ( و المتن هو الكلام الذي يقوله سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام
أو الصحابي).
5. في كتاب حقيقة الوحي صفحة 118 يقول الميرزا لمخالفيه " و ما دام الله
جل شأنه قد أناط النجاة باتباع النبي عليه الصلاة و السلام فمن عدم الايمان
الاعراض عن هذه الايات قطعية الدلالة , و السعي الى المتشابهات . و لا
يخوض في المتشابهات الا الذين أصيبت قلوبهم بمرض النفاق.
6. و يقول الميرزا في [كتاب حمامة البشرى صفحة 45 ] عن مخالفيه "... و
ينبذون صحف الله (يقصد القرءان الكريم ) وراء ظهورهم و يكبون على حديث
ضعيف و لو يعارض القرآن و ما كانوا من المنتهين.".
7. و يقول الميرزا في كتاب تحفة بغداد صفحة 34 " و لا نقبل كل ما يعارض
الفرقان و يخالف بيناته و محكماته و قصصه و لو كان امرا عقليا , أو كان من
الاثار التي سماها أهل الحديث حديثا أو كان من أقوال الصحابة أو التابعين
لأن القرءان الكريم كتاب قد ثبت تواتره لفظا لفظا و هو وحي متلو قطعي يقيني
... و القرآن مخصوص بالقطعية التامة ...و أما غيره من الكتب و الاثار فلا
يبلغ هذا المقام , و من آثر غيره عليه فقد آثر الشك على اليقين.
8. و ايضا في كتاب تحفة بغداد صفحة 36 يقول الميرزا " و لا يرضى مسلم أن
يترك القرآن اليقيني القطعي بحديث واحد لا يبلغ الى مرتبة اليقين . و لو
فعلنا كذلك و آثرنا الآحاد على كتاب الله لفسد الدين , و بطلت الملة و رفع
الامان و تزلزل الايمان ...".
انتهى النقل من كلام الميرزا من خلال عدد قليل من كتبه.
و مع العلم أن الميرزا في حالة الاستدلال على نبوته , كان يستدل بأقوال
الناس و أقوال من كتب أهل الكتاب المحرفة و من كلام جداته لاثبات نسبه
لفاطمة و يستدل بالاحاديث الضعيفة غير الصريحة بل المؤولة أي ظنية الدلالة و
يستدل ايضا من آيات القرآن ظنية الدلالة .
أي هو أول من خالف منهجه في الاستدلال .
يقيس ليس بمكيالين بل بمكاييل عديدة .
و أعيد الطلب على أتباعه أن يأتوا بدليل واحد قطعي الثبوت و الدلالة على
نبوة الميرزا نبيهم الذي وصف نفسه بأنه نبي على سبيل الاصطلاح و هو نبي
مجازي و غير حقيقي و نبوته ناقصة ( كل هذا الاوصاف أقر بها الميرزا بنفسه
على نفسه في كتبه ).
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .