من حقّنا كمسلمين أن نخضع أخلاق القاديانيّ للبحث
والتمحيص،خاصّة أنّه ادّعى مقاما عظيما ألا وهو مقام النبوّة، والأنبياء
عرفوا بأخلاقهم العظيمة، يقول الله تعالى واصفا أخلاق النبي :
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[1]،وقال : "إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق"[2].
ونحن حينما نحكم على القاديانيّ نحكم عليه من خلال كتبه وأقواله، فلقد ادّعى القاديانيّ أنّه إمام الزمان، ووضع مؤهّلات لإمام الزمان، وأوّل مؤهّل من هذه المؤهّلات هو قوّة الأخلاق، فقال القاديانيّ: "لابدّ أن يتحلّى إمام الزمان بالقوى والكفاءات والمؤهّلات التالية: الأولى: قوة الأخلاق : لانه يضطرّ لمناقشة الأوغاد والبذيئين، فلابدّ أن يؤتى أخلاقا رفيعة جدّا حتى لا تتولّد فيه ثورة النفس وجيشان الجنون الذي يؤدّي إلى حرمان الناس من فيوضه. ومن المعيب جدّا أن يقع أحد في الأخلاق الرذيلة بعد أن يسمّيه الله وليّا من أوليائه، فلا يقدر على تحمّل بعض الكلمات القاسية والجارحة. ومن يدّعي بأنّه إمام الزمان ثمّ يتّسم بطبع ناقص لدرجة يرغي ويزبد وتحمرّ عيناه من أجل أتفه الأمور، فليس بإمام الزمان. لأنّه لا بدّ أن يَصدُق عليه مضمون الآية: }وإنّك لعلى خلق عظيم{.[3]
ويقول القاديانيّ عن أخلاقه ما ترجمته:"إنّني مفطور على أن لا تخرج من فمي أقوال جارحة ومؤذية لأحد". [4]
ويقول القاديانيّ ما ترجمته:"إنّ السبّ والشتم ليس من سيرة الشرفاء".[5]
ويقول أيضا ما ترجمته:"السبّ بدون حقّ هو من عمل السفلة والحقير".[6]
ويقول أيضا ما ترجمته:"لا تسبّوا أحدا وإن هو يسبّكم".[7]
ويقول أيضا: "وقد سبّوني بكلّ سبّ فما رددت عليهم جوابهم".[8]
بعد كلّ هذه الأقوال للقاديانيّ،هل إلتزم القاديانيّ بالشرط الذي وضعه لإمام الزمان، ألا وهو قوّة الأخلاق، وهل صحيح أنّ القاديانيّ مفطور على أن لا تخرج من فمه أقوال جارحه ومؤذية لأحد، وهل صحيح أنّهم سبّوه ولكن لم يردّ عليهم؟!
في نفس كتابه "مواهب الرحمن" الذي قال فيه أنّهم سبّوه فلم يردّ عليهم جوابهم، أخذ يسبّ ويشتم من انتقد قصيدته فقال:"ثمّ بعد ذلك نكتب جواب ما أشعت، وظلمت نفسك والوقت أضعت، أمّا ما أنكرت في كتابك بلاغة قصيدتي، و ما أكلت عصيدتي، فلا أعلم سببه إلا جهلك وغباوتك و تعصّبك ودنائتك، أيّها الجهول. قم و تصفّح دواوين الشعراء ليظهر لك منهاج الأدب والأدباء، أتغلّطصحيحاً وتظنّ الحسن قبيحاً، وتأكل النجاسة، و تعاف النفاسة، ليس في جعبتك منزع، فظهر لك في التزري مطمع، و كذلك جرت عادة السفهاء، أنّهم يخفون جهلهم بالازدراء. ويلك ما نظرت إلى غزارة المعاني العالية، و استقريت القذر كالأذبّة. ما فكرت في حسن الكلام، ولا في المنطق و نظامه التام. أيّها الغبي علمت من هذا أنّك ما ذقت شيئاً من اللسان، و لا تعلم ما حسن البيان، و نزوت كالسرحان قبل الفهم و العرفان. أبهذا تبارينا في الميدان، و تبارزنا كالفتيان. أتتكيء على الأصغر الذي كتب معه الجعفر إليك، و كنت قد فررت من هذه القرية مع لعن نزل عليك. فاعلم أنّهم يكذبون و ليسوا رجال المصارعة و لا قبل لأحد في هذه المناضلة. دع تصلفك فإنّك لست من الرجال، و لو كنت شيئاً لما فررت من الاحتيال. ثمّ اعلم أنّي ما رضت صعاب الأدب بالمشقّة و التعب، بل هذه موهبة من ربّي"[9]
"وسوّد القاديانيّ إحدى عشر صفحة في لعن أحد خصومه النصارى، وتحتوي الصفحات تلك على ألف لعنة".[10]
ويقول واصفا خصومه بأنّهم ذريّة البغايا: "تلك كتب - أي كتبه - ينظر إليها كلّ مسلم بعين المحبّة والمودّة إلا ذرّيّة البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون".[11]
ويقول مخاطبا أحد العلماء:
يا قرد غزني أين آثم سل عشيرته هل مات أو تلفيه حيا بين أحباب[12]
ويقول مخاطبا الشيخ سعد الله اللديانوي:
ومن اللئام أرى رجيلاً فاسقاًغولاً لعيناً نطفـــة السـفـهــــاء
شكس خبيـث مفسـد و مزور نحس يسمى السعد في الجهلا
ما فارق الكفر الذي هو إرثه ضـاهــى أبــاه وأمــه بـعـمـــاء
آذيتني خبثاً فلسـتُ بصــادق إن لم تمت بالخزي يا ابن بغــاء[13]
ويقول واصفا خصومه بأنّهم خنازير ونسائهم كلاب :
إن العدى صاروا خنازير الفلا ونسائهم من دونهم الأكلب[14]
وأخذ يسب أحد خصومه فيقول :
وإن الورى عمي يسبون عجلهفليس بشيء لعنهم يا ابن أحمق
فدع عنك ذكر اللعن يا صيد لعنة ألم تر ما لاقيت بعد التلقلق
لعنتم و إن الله يلعن وجهكم و لا لعن إلا لعن رب ممزق
و ما أرى من نفسك العلم و التقى تصول كخنزير و كالحمر تشهق
رقصت كرقص بغية في مجالس و فسقتني مع كونك أفسق[15]
وكان قد عاهد الله مرّة أن لا يشتم أحدا فقال: "وأعاهد الله أن لا أخاطبهم من بعد وأحسبهم كالميّتين المدفونين، ولا أكّلم المكفّرين المكذّبين، ولا أسبّ السابّين المعادين".[16]، ولكنّه لم يلتزم بالعهد فواصل شتم خصومه حتى آخر حياته.
أمام هذه الشتائم قال القاديانيّون دفاعا عن القاديانيّ: "إنّ وصف القرآن الكريم للكفار بالأنعام والدواب والقردة والخنازير لا يكاد يجهل".[17]
والردّ على هذا الكلام من وجوه:
أوّلا: إنّ القرآن الكريم عندما وصف الكفار بالدوابّ والأنعام كقوله تعالى:}مثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا{[18]، إنّما كان الله عزّ وجلّ يبيّن حالهم ومستواهم أنّهم شابهوا الدوابّ والأنعام في أعمالهم ذمّا لهم لا شتما، فالله كرّم الإنسان على الدوابّ، لكن أبى بعض البشر إلا أن يشابه الدوابّ، بينما القاديانيّ وصف أحد خصومه أنّه ابن بغاء، فهل كان هذا حال الخصم؟! بل هذا قذف يقام عليه الحد في الإسلام.
ثانيا: إنّ الله لم يشتم أحدا قائلا له يا قرد ويا خنزير، بل كلّ ما هنالك أنّ الله عاقب بعض اليهود على أعمالهم كما عاقب الأقوام السابقة، بأن مسخهم قردة وخنازير كما قال المفسرون، وهذا ما صوّبه ابن كثير رحمه الله في تفسيره.[19]
ثالثا: إن القاديانيّ قد وضع شرطا لنفسه، وهو قوّة الأخلاق فأين هو من هذا الشرط.
رابعا: إنّ القاديانيّ قد ذمّ السباب والشتائم ودعى إلى عدم الردّ على الشتائم والسباب بالمثل في المواضع التي ذكرناها، فكيف يجيز لنفسه السبّ والشتم؟!!.
[1]القلم 4
[2]مسند البزار رقم 8949 ، السنن الكبرى للبيهقي رقم 20782
[3]ضرورة الإمام للغلام القادياني ص 13
[4]الخزائن الروحانية جزء 4 ص 320
[5]المصدر السابق جزء 17 ص 471
[6]المصدر السابق جزء 10 ص 133
[7]المصدر السابق جزء 19 ص 11
[8]مواهب الرحمن للغلام القادياني ص 15
[9]مواهب الرحمن للغلام القادياني ص 104 - 105
[10]انظر نور الحق للغلام القادياني ص 98
[11]الخزائن الروحانية جزء 5 ص548
[12] حجة الله للغلام – باقة من بستان المهدي للغلام القادياني ص 119
[13]الإستفتاء للغلام القادياني ص 130 - 131
[14]نجم الهدى للغلام القادياني ص 20
[15]حجة الله للغلام القادياني ص 135
[16]المصدر السابق ص 145
[17]شبهات وردود لهاني طاهر ، أعتذر عن عدم ذكر الصفحة لأن هذا الكتاب غير مرقم الصفحات والكتاب موجود على موقع القاديانيّة الرسمي وهذا الكتاب متبنى من القاديانيّة للرد على الخصوم
[18] الجمعة 5
[19]انظر تفسير ابن كثير عند آية 65 من البقرة
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .