ليس غريبا على من كذب على الله أوّلا، وزعم أنّه نبيّ يوحى إليه، أن يكذب على رسول الله،، وأن يكذب على الناس أيضا، يقول الله
تعالى: }وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ.{[1]
يقول القاديانيّ:"لا يوجد في الدنيا عمل أسوء من الكذب".[2]
ويقول أيضا ماترجته:"الكذب وأكل البراز سواء".[3]
ويقول أيضا: "إنّ الكذب ليس أقلّ جريمة من الإرتداد".[4]
فتعال بنا ــ عزيزي القارئ ــ لتتعرّف على بعض أكاذيب القاديانيّ:
يقول القاديانيّ:"وجدير بالذكر هنا أنّ نبوءة تفشي الطاعون في زمن المسيح الموعود موجودة في القرآن المجيد".[5]
وهذا كذب؛ فالطفل الصغير يعلم أنّ هذا غير موجود في القرآن الكريم ولو حتى بآية واحدة.
ويواصل القاديانيّ الكذب على القرآن وعلى الأحاديث النبويّة أيضا، فيقول: "ألا تكفي لإثبات دعواي أنّ القرآن الكريم تناول ذكري بالقرائن القويّة والعلامات الواضحة وكأنّه ذكر اسمي أمّا الأحاديث، فقد ورد فيها اسم قريتي بكلمة (كدعة)".[6]
فما هي هذه القرآئن القويّة والعلامات الواضحة التي ذكرها القرآن الكريم، والتي تتناول ذكر القاديانيّ، والتي تكفي لإثبات دعواه؟!! ثمّ أين ذكر في الأحاديث أنّالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذكر قاديان باسم "كدعة" فلا شكّ أنّ هذا كذب.
ويمارس القاديانيّ الكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيقول ما ترجمته:"ورد في الأحاديث الصحيحة أنّ المسيح الموعود ينزل على رأس القرن ويكون إماما للقرن الرابع عشر".[7]
فأين ورد في الأحاديث أنّ المسيح الموعود ينزل على رأس القرن، ويكون إماما للقرن الرابع عشر؟! أين قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم ذلك!
ويواصل القاديانيّ الكذب على رسول الله، فيقول:"وهذا هو السرّ وراء قول نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم من رآني فقد رأى الله"[8]
وهذا كذب. أمّا ما ورد في صحيح البخاريّ فهو قول الرسول: "من رآني فقد رآى الحق".[9] فاعتبر القاديانيّون أنّ كلمة الحقّ هنا تعني الله تعالى، مع أنّه وردت أحاديث تفسّر هذا الحديث في نفس الكتاب والباب في صحيح البخاري، ومن هذه الأحاديث: "من رآني فقد رآى الحق فإن الشيطان لايتكونني".[10]، أي لا يتمثّل بي، ولا يتكوّن على صورتي.
وورد حديث آخر بلفظ مختلف:"من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتخيل بي".[11]
فهذه الأحاديث كلّها تتحدّث عن رؤية النبيّ، في المنام وكلّها وضعها البخاريّ تحت نفس الكتاب، أي كتاب التعبير، وتحت نفس الباب أي باب من رآى النبيّ في المنام، والذي يظهر لي ــ والله أعلم ــ أنّالقاديانيّ جاء بهذا الكلام من الكتاب المقدّس للنصارى، والذي جاء فيه على لسان يسوع: "الذي رآني فقد رآى الآب".[12]
ويتابع القاديانيّ كذبه على رسول الله فيقول:"يا أخي انظر في البخاري وفي غيره من الصحاح، كيف بشّر نبيّنا ورسولنا وقال: أنّه سيكون في أمّته قوم يكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء ويسمّون محدّثين".[13]
وهذا كذب فلا يوجد مثل هكذا كلام لا في البخاريّ ولا في غيره، وجاء في البخاريّ عكس هذا الكلام، فقد روى البخاري عن النبيّ قوله:"لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدّثون، فإن يك في أمّتي فإنّه عمر".[14]، فهذه الأمّة لا يوجد بها أحد من المحدّثين فإن وجد إستثناء فهو عمر.
ويكذب القاديانيّ على الله وعلى رسول الله فيقول:"وقد جاء في أخبار أخرى أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لمّا توفّي صحت الأرض فقالت: يا ربّ بقيت خالية إلى يوم القيامة من أقدام الأنبياء صلاة الله عليهم أجمعين فأوحى الله إليها وقال:إنّي أخلق عليك أناسا قلوبهم كقلوب الأنبياء، منهم الأقطاب، ومنهم الأبدال، ومنهم الغوث، ومنهم دون ذلك، وكلّ من المكلّمين الملهمين، ومنهم من يكون قلبه كقلب نوح وإبراهيم وموسى، ومنهم الذي كان قلبه كقلب عيسى، ويجيئون على أقدام النبيّين".[15]
فهذا كذب، فسبحان الله، عن من رويت هذه الأخبار في كلام الله عزّ وجلّ مع الأرض إذا كان رسول الله قد توفي؟!! فهذا كذب ولا أصل له ولا مستند، لكنّ هذا القاديانيّ لا يستحي من الكذب على الله وعلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ونجده يقول أيضا: "إنّ النبيّ، قال بنفسه بأنّ أقواله هذه كلّها مبنيّة على كشوفه".[16]
فأين قال الرسول ذلك؟!! وهل للكشوف أصل أصلا في كلام رسول الله؟!!.
ويتمادى في الكذب أكثر فيقول:"وقد ذكر نبيّنا في بعض النبوءات أنّه إله".[17]
ويكذب القاديانيّ على كتب الأنبياء السابقين وعلى الأحاديث النبويّة للرسول فيقول: "فقد ورد في كتب الأنبياء السابقين وفي الأحاديث النبويّة أنّه بسبب إنتشار النورانيّة عند ظهور المسيح الموعود تتلّقى النساء إلهامات، ويتحدّث الأطفال بكلام النبوّة، ويتكلّم الأطفال مفعمين بروح القدس".[18]
ويكذب على عمر بن الخطّاب فيقول:"كان عمر رضي الله عنه يتلقى وحيا".[19]
مع أنّ عمر، ورد عنه القول بإنقطاع الوحي، فكيف يصدّق قول القاديانيّأنّه كان يتلقّى وحيا؟! فقد قال عمر بن الخطّاب:"إنّ أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله، وأنّ الوحي قد انقطع، وإنّما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمّنّاه وقرّبناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدّقه، وإن قال أنّ سريرته حسنة".[20]
ويكذب القاديانيّ على أحد العلماء وهو ثناء الله الأمر تسري، فيقول ما ترجمته:"كتب صاحب "التفسير الثنائي" أنّ أبا هريرة كان ناقصا في فهم القرآن وقد اعترض المحدّثون على درايته وفهمه".[21]
وهذا كذب واضح من القاديانيّ إذ لا يوجد مثل هذا الكلام في "التفسير الثنائيّ" الذي ألّفه الإمام ثناء الله الأمر تسري، ولا يوجد تفسير آخر غير هذا التفسير يحمل هذا الإسم.
ويكذب على الإمامين أبي حنيفة والشافعي، ويقول أنّهما رفضا أحاديثا في البخاريّ ومسلم فيقول: "فهناك أحاديث كثيرة في صحيحيّ مسلم والبخاريّ لم يقبلها رئيس الأمّة.. أي الإمام الأعظم، ومنها ما لم يقبله الإمام الشافعي أيضا".[22]
هذا ولم يسلم العرب في الجاهليّة من أكاذيب القاديانيّ فيقول أنّ العرب:"أكلوا لحم الأبناء والإخوان".[23]
ويكذب على العرب في الجاهليّة فيقول أنّهم كانوا يبيحون نكاح الأمهات:"كان العرب يومئذ قد تدنّوا إلى أحطّ درجات الهمجيّة... وكانوا يستبيحون نكاح الأمّهات". [24]
ومن أبرز أكاذيب القاديانيّأنّه وعد بطباعة خمسين مجلّدا في الردّ على أهل الملل، ولم يكتب إلا خمسة، وعندما سئل عن ذلك قال ما ترجمته:"لا فرق بين 5 و 50 إلا النقطة الواحدة. فلذا لم أخلف الوعد".[25]
فهذه نماذج أخي القارئ من أكاذيب القاديانيّ التي سطّرت في الكتب، تجرأ فيها الكذب على الله عزّ وجلّ وعلى رسوله، وعلى العلماء وعلى الناس، وهي واضحة الكذب للقارئ ولا تخفى على اللبيب.
كتبه : أبو عبيدة هاني أمين العجاوي
[1] الأنعام 93
[2]حقيقة الوحي للغلام القادياني ص 418
[3]الخزائن الروحانية جزء 22 ص 215
[4]المصدر السابق جزء 17 ص 56
[5]سفينة نوح للغلام القادياني ص 7
[6]تذكرة الشهادتين للغلام القادياني ص 55
[7]الخزائن الروحانية جزء 21 ص 359
[8]فلسفة تعاليم الإسلام للغلام القادياني ص 187
[9]صحيح البخاري رقم 6996 ومسلم رقم 2267
[10]المصدر السابق رقم 6997
[11]المصدر السابق رقم 6994
[12]الكتاب المقدس – سفر يوحنا 14 : 9
[13]تحفة بغداد – باقة من بستان المهدي للغلام القادياني ص 21
[14]صحيح البخاري – كتاب فضائل الصحابة – باب مناقب عمر بن الخطاب
[15]تحفة بغداد – باقة من بستان المهدي للغلام القادياني ص 20
[16]إزالة الأوهام – فتح الإسلام للغلام القادياني ص230
[17]حقيقة الوحي للغلام القادياني ص 69
[18]ضرورة الإمام للغلام القادياني ص 7
[19]المصدر السابق ص 5
[20]صحيح البخاري رقم 2641
[21]الخزائن الروحانية جزء 21 ص 410
[22]ازالة الأوهام – فتح الإسلام للغلام القادياني ص 419
[23]نجم الهدى للغلام القادياني ص 9
[24]فلسفة تعاليم الإسلام ص 26-27
[25]الخزائن الروحانية جزء 21 ص 9
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .