من الأشياء الذي يتغنى بها القاديانيون ويستدلون بها على صدق نبوة ميرزا غلام أحمد : الحديث الذي ورد في سنن الدارقطني في باب صلاة الكسوف والخسوف.
ويدعون أنه تحقق في عهد الغلام وورد في موقعهم الرسمي هكذا :
فنسبوه للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعندما نقبنا عن هذا الحديث في الدارقطني وجدناه هكذا :
حدثنا أبو سعيد الأصطخري ثنا محمد بن عبد الله بن نوفل ثنا عبيد بن يعيش ثنا يونس بن بكير عن عمرو بن شمر عن جابر عن محمد بن علي قال : إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض تنكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه ولم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض.
إذاً الحديث مقطوع عند محمد بن علي وهو محمد الباقر رضي الله عنه.
وإليكم تحليل سند هذا الحديث المقطوع :
وجد في سند الحديث رجلين من أكبر المدلسين وهم عمرو بن شمر الجعفي ، و جابر بن يزيد الجعفي .
أولاً :عمرو بن شمر الجعفي كنيته أبو عبد الله قال النسائى فى الضعفاء والمتروكين عمرو بن شمر متروك الحديث كوفي
قال بن حبان فى المجروحين"كان رافضيا يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف قال حدثنا المفضل بن غسان قال سمعت يحيى بن معين يقول عمرو بن شمر لا يكتب حديثه"
قال بن ابى حاتم فى "الجرح والتعديل": أخبرنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن عمرو بن شمر فقال ضعيف الحديث"
قال السعدى عمرو بن شمر زائغ كذاب,وقال البخارى منكر الحديث,ولعمرو بن شمر غير ما ذكرت من اقوال العلماء وعامة ما يرويه غير موجود يضع الحديث ولا حول ولا قوة الا بالله لا تحل الرواية عنه مطلقاً.
ثانياً :جابر بن يزيد الجعفي : من أهل الكوفة كنيته أبو يزيد قال بن حبان فى المجروحين"وكان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ وكان يقول إن عليا عليه السلام يرجع إلى الدنيا حدثنا إسحاق بن أحمد القطان بتنيس ثنا عباس بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول جابر الجعفي لا يكتب حديثه ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا الحميدي سمعت سفيان بن عيينة يقول جابر الجعفي يؤمن بالرجعة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا العباس بن محمد ثنا يحيى بن يعلى قال قال زائدة أما جابر الجعفي فكان والله كذاب يؤمن بالرجعة ثنا القطان بالرقة قال ثنا أحمد بن أبي الجواري سمعت أبا يحيى الجماني سمعت أبا حنيفة يقول ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي قال أبو حاتم هذا زعيم أهل الرأي وقائدهم وإمامهم في مذهبهم يطلق على جابر الجعفي الكذب ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا الحميدي سمعت سفيان بن عيينة يقول جابر الجعفي يؤمن بالرجعة"
وأما محمد بن على هو بن الحسين بن على بن ابى طالب ابو جعفر الباقر ثقة فاضل من الطبقة الرابعة فالحديث مقطوع هذا مع الضعف الشديد الذى فيه.
إذا الحديث موضوع مقطوع ليس عن النبى صلى الله عليه وسلم. ولكنه منسوب إلى الإمام محد الباقر .
ودليل آخر على عدم صحة هذا الحديث أنه يتعارض مع أحاديث أخرى كثيرة في أعلى مراتب الصحة ، مثل الحديث المتفق عليه :
عن عائشة ام المؤمنين رضى الله عنها قالت:
خُسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فأطال القيام جدا ثم ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع رأسه فأطال القيام جدا وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع جدا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر من آيات الله وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فكبروا وادعو الله وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ألا هل بلغت ؟ وفي رواية مالك إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله.متفق عليه.
إذاً ليس هناك مجال للإستدلال على صدق نبوة ميرزا غلام أحمد من هذا الحديث الموضوع
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .