لا أظنني مجانبا للحق، ولا مائلا للشطط إن أنا أنزلت كل رجل حيث أنزل نفسه، نعم قد أتهم بذلك إن قوّمت الرجل من خلال أعماله، فقد تكون جليلة في أعين أحبابه ضئيلة في عيني، ولكني إن أنزلته حيث نطق بلسانه وخط بقلمه فليس للظلم إليّ حينذاك من سبيل.
- يقول ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه (نور الحق) الذي قال إنه من البلاغة بحيث لا يدرك: «ووالله إني لست من العلماء ولا من أهل الفضل والدهاء، وكل ما أقول من أنواع حسن البيان أو من تفسير القرآن، فهو من الله الرحمن، وكل ما أخطأت فيه[1] فهو مني...»[2].
إذن فميرزا غلام أحمد لا هو من العلماء، ولا من أهل الفضل، أو الدهاء. وأدهى من ذلك وأمرّ أنه رغم كونه نبيا ملهما-بزعمه- إلا أنه من المحتمل أن يكون في كتابه الذي هو محل إعجازه خطأ فهو يقول بصريح العبارة: « وكل ما أخطأت فيه فهو مني » فليت شعري كيف يخطئ نبي في تبليغ الدين؟ فمن بديهيات الدين أنّ عصمة الأنبياء من الخطأ في التبليغ من صفاتهم التي لا تَتَخلَّف، لذلك لا يمكن لمحمد النبي الأميّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يخطئ في تبليغ القرآن. ولكن ميرزا خالف هذه القاعدة ليترك أتباعه حيارى لا يعرفون متى أصاب ومتى أخطأ، ولينسف بهذه العبارة أي حجية لكتبه كما سيتبين بالنّقول الموثقة عنه في الصفحات القابلة بإذن الله تعالى.
[1] ) الهاء تعود على بيانه الحسن وتفسيره القرآن.
[2] ) نور الحق، ص192.
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .