الرواية 100 من سيرة المهدي:
قال
عبد الله السنوري: حدث مرة في مايو أو يونيو من سنة 1884 أن المسيح
الموعود كان قد استلقى بعد صلاة الفجر على سرير....وجلستُ أدلك قدميه. ....
وبينما أنا كذلك إذ رأيت أن جسم حضرته قد ارتعش فجأة، فرفع ساعده عن عينيه
ونظر إلي وكانت عيناه تمتلئان دموعًا، ولكنه أعاد ساعده مرة أخرى على
عينيه. وبينما كنت أدلك رجله رأيت قطرةً حمراء على جلده المتصلب قليلا قرب
كعبه، وكانت تلك القطرة ندية ومجتمعة في مكان واحد ولكنني لما أردتُ فحصَها
ولامستها بسبابة يدي اليمنى انتشرت على كعبه كما تلطخت إصبعي أيضا بشيء
منها ..... بقيت أدلك حضرته حتى إذا بلغت أضلاعه رأيت قطرة حمراء كبيرة على
قميصه، وكانت هي الأخرى رطبة. أصابتني حيرة وفكرتُ من أين أتى هذا الحبر
الأحمر، فنهضت من السرير بكل هدوء حتى لا يستيقظ حضرته وحاولت تتبع أثر هذه
القطرات ومن أين أتت. .... وأخيرًا تعبت من البحث وجلست أدلك حضرته. وبعد
قليل استيقظ حضرته وجلس على السرير ثم غادر الغرفة وجلس في المسجد فجلست
خلفه وطفقت أدلك كتفيه، وهنا قلت له: سيدي من أين سقطت عليك هذه القطرات
الحمراء. ردّ عليّ حضرته بلامبالاة: لعلها قطرات من عصير المانجو. فقلت له:
سيدي هو ليس بعصير المانجو بل هو أحمر، فحرك رأسه قليلا وقال: أين هي؟
(الميرزا لا يعرف عنها شيئا) فأريته تلك البقع على قميصه، فسحب قميصه إليه
ونظر إلى تلك القطرة، ولكنه لم يقل لي عنها شيئا، بل ذكر لي قصة أو قصتين
لبعض أولياء الله بخصوص الآثار المادية الظاهرة للأمور الكشفية المتعلقة
برؤية الله تعالى.
ثم قال الميرزا:
والآن
استمع لقصتي. لما كنتَ تدلك قدمي في الحجرة رأيت مكانًا فسيحًا واسعًا
ونظيفًا وبه تخت يجلس عليه شخص كالحاكم. ألقي في روعي أنه أحكم الحاكمين أي
رب العالمين، وشعرتُ وكأنني سكرتير الحاكم، وأني كتبتُ عدة أحكام من
القضاء والقدر، وتوجهتُ إليه ليوقع عليها. فلما دنوت منه أجلسني بجنبه بكل
شفقة ورأفة. وكانت حالتي في تلك اللحظة كحالة الابن الذي يلتقي بأبيه بعد
فراق سنوات طويلة الذي يفيض قلبه رقة بطبيعة الحال. وخطر ببالي في ذلك
الوقت أنه أحكم الحاكمين أو رب العالمين وأجلسني عنده بمحبة وشفقة عجيبة.
بعد ذلك قدمت له تلك الأحكام التي كتبتها للتوقيع، فأغطس القلم في المحبرة
الموجودة على مقربة منه وهزَّه إلى جانبي لإزالة الحبر الزائد عن ريشته ثم
وقّع.
يقول ميان عبد الله: لقد حرك حضرته يده ليخبرني كيف هزّ الله القلم وكيف وقّع.
ثم قال الميرزا: هذه القطرات من ذلك الحبر الذي سقط من القلم. (سيرة المهدي)
كتب
ميرزا غلام أحمد: وعندها زالت عني الحالة الكشفية، وفتحت عيني ونظرت إلى
ما حولي، رأيت قطرات الحبر الأحمر تقع على ثيابي نديّةً. وقد وقعت قطرتان
أو ثلاث من ذلك الحبر على طربوش شخص باسم عبد الله القاطن في "سنور" بولاية
"بتياله" حيث كان عندها جالسًا بالقرب مني. فذلك الحبر الأحمر الذي كان
أمرًا كشفيًا قد تجسّد وصار مرئيًا. وهناك مكاشفات أخرى عديدة قد شاهدتها
غير أن ذكرها يسبّب الإطالة. (كحل عيون الآريين، الخزائن الروحانية، مجلد
2، ص 179-180، الكتاب في عام 1886)
كتب
ميرزا غلام أحمد: فوقّع الله تعالى عليها بالحبر الأحمر، وهزَّ القلم
لإزالة الحبر الزائد عن ريشته، فسقطت فورَ الهزة قطرات حبرٍ أحمر على ثيابي
وثياب السيد عبد الله. ولأن الإنسان في حالة الكشف ينال نصيبا من اليقظة
أيضا؛ فقد اطلعتُ في الحال على القطرات التي سقطت من يد الله ورأيتها بأم
عيني. (كحل)
قال
ميرزا غلام أحمد: فهزّ الله القلم كما يهزّه المرء في هذه الحالة ووقّع
على الأوراق دون النظر إليها. كان السيد عبد الله السنوري والسيد حامد علي
موجودين عندي حينذاك وكنت نائما فأيقظاني فجأة وقالا: من أين هذه القطرات
الحمراء؟ عندما فحصنا الأمر وجدناها على قميصي وعلى بعض الأماكن من عمامتي
وسروالي أيضا. عندها غلبتْ قلبي الرقةُ وقلتُ في نفسي: ما أعظم منة الله
وفضله إذ وقّع على الأوراق بغير السؤال أو الرؤية إليها. أليس هذا مما يثير
الحيرة أنني رأيت أمرا في المنام ووقعت القطراتُ منه على الثياب في
الظاهر، وهي موجودة إلى الآن ويشهد عليها شخصان أيضا؟
ملفوظات 4، البدر، مجلد2، رقم 1-2، عدد23-30/1/1903م
كتب
ميرزا غلام أحمد: ولكن قبل التوقيع هزّ قلمه فسقطت عليّ قطرات من ذلك
الدم. فاستيقظتُ وجدا وشوقا وحبا على أن الله تعالى حقق بُغيتي ووقّع على
كتابتي دون تردد. كان أحد أصدقائي واسمه ميان عبد الله السنوري موجودا عندي
حينذاك. فبدأ يصرخ مستغربا ويقول: من أين سقطت هذه القطرات الحمراء؟ وكما
رأيت في الكشف سقوط القطرات الحمراء الرطبة، كذلك سقطت على قميصي في الظاهر
أيضا وسقط بعضها على السيد عبد الله. فما قولكم الآن؟ هذا كله كان كشفا
فقط، فكيف وُجدت قطرات الدم في الظاهر؟ ومن أية مادة جاء ذلك الدم؟ (نسيم
الدعوة، 1903)
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .