كتبه / عبد الله زيدان
عندما ولدت الفرقة القاديانية من رحم البهائية ، كانت بسبب خطأ البهائية في صراحتهم ووضوحهم .. فالبهائية تصرّح أنها دين جديد بنبي جديد وبكتاب مقدس جديد وعبادات جديدة ، وأعلنت بكل وضوح أن الإسلام دين سابق ، والنبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه نبي سابق ، والقرآن كتاب سابق نسخه الكتاب الأقدس .
فلم تجني ثمارها ، ولم يلتفت إليها أحد من المسلمين ، ولم نسمع بأن مسلم أصبح بهائياً .. فولدت القاديانية من نفس المنبع على أيد نفس أعداء الإسلام الذين أخرجوا البهائية ليصححوا بها خطأ الوضوح والصراحة ، ووضعوا لها خطط مستقبلية بعيدة المدى ليسري هذا الفكر في شريان وضلوع الأمة فيغيروا بها ديننا ويبدلوا بها عقيدتنا خوفاً من تمكين المسلمين من العالم مرة أخرى وبناء أمجاد جديدة وحضارة فريدة تكون بمثابة ضربة قاضية للحضارة الإنجيلية أو للحضارة العبرية .
فبدأوا بإعلان أن الميرزا غلام أحمد مصلح مجدد وأنهم لا يتبعون دينا غير دين الإسلام بكامل أركانه الخمسة وأنهم ليس لهم كتاب غير كتاب الله ، ولا نبي غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثلهم مثل باقي المسلمين في العالم وما يفرقهم عنهم إلا أن لهم بعض التفسيرات الجديدة للجنة والنار والملائكة والجن والثواب والعقاب ، وكذلك في أشراط الساعة كالمسيح الدجال والدابة وخروج الشمس من مغربها وأيضاً إنكار الناسخ والمنسوخ ونزول المسيح وغيرها من الأفكار الذي يتبناها عادة من يسمون أنفسهم بالتنويريين أو العقلانيين .
فلم يستجب لهم أحد ، ولم يدخل أحد في عقيدتهم ولم يتبنى أحد أفكارهم ، وذلك بفضل الله الذي نصّب للأمة رجالاً تصدوا لأفكارهم وكشفوا حقيقتهم خاصة بعد الكشف أنهم يؤمنون بعدم ختم النبوة وأن الميرزا غلام أحمد يدّعون فيه أنه نبي من عند الله فأصابهم الإحباط والتكاسل في دعواتهم ، وذلك بأنهم رأوا بأن حصيلة جهدهم ( صفر ) .
فظهر هذا الفرع المصحح لمسارهم من رحمهم ألا وهو اللاهورية نسبة إلى محمد علي اللاهوري ، فحاولوا اختراق الأمة في عقر دارها ، وتنازلوا عن بعض المعتقدات الراسخة عندهم وهو نبوة الميرزا غلام أحمد بعد ما رأوا أنه مشكلة كبيرة تحول بينها وبين نجاح عقيدتهم .
فحاولوا اختراق الأزهر والمجمعات العلمية بأخذ تصاريح لنشر كتبهم وترجمات القرآن المحرّفة ، بالإضافة إلى أنهم يحاولون الآن نشر كتبهم في المكتبات الصوفية ، رخيصة الثمن ، ليكونوا مدخلاً فقط للتعريف بشخص ميرزا غلام أحمد القادياني .
وذلك لأن الجهد والمال الذي بُذل من أجل نشر هذا الدين لا يرتقي لنسبة الاستجابة له ومازالت المحصّلة ( صفر ) ، رغم كل الإمكانيات التي لا يمتلكها المسلمين أنفسهم من دعم دول كبرى ومؤسسات ضخمة وضخ الأموال واستخدام كافة ألوان التكنولوجيا من قنوات فضائية ومواقع انترنت وتطبيقات أندرويد وآيفون ومع ذلك إن نزلت الشارع وسألت أحد هل تعرف الميرزا غلام أحمد ربما لم يجاوبك إلا واحد من كل مائة ألف مواطن .. فما زالت محصّلة جهودهم ( صفر ) .
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .